· الفيلم يطرح رؤية سوداوية لما ستؤول إليه تجارة زراعة الأعضاء الشرية فى المستقبل
كتب ـ إيهاب حمدي
تتجه الحكومات العربية الآن إلى إقرار قوانين تنظيم زراعة الأعضاء البشرية تماشياً مع ما هو سائد في العالم كله إلا أنها حتى الآن لم تصبح تجارة بالمعنى الحرفي للكلمة فإلى اى مدى ممكن أن يكون حال تجارة الأعضاء البشرية في المستقبل ؟؟وما مخاطر تلك للتجارة ؟ فما هي العواقب الوخيمة التي ستحط على المتعاملين فى تلك التجارة فى حالة التعثر المالي ؟ تلك بعض الأسئلة التى يجيب عليها فيلم " repo men " أو " الرجال الريبو " الذي أخرجه " ميغل سابوشنك " .
اتحاد بلا قلب
يقوم الفيلم على فكرة وجود مؤسسة طبية تسمى الاتحاد عملها الاساسى هو تجارة و بيع الأعضاء البشرية لمن يرغبون فى الشراء و لكن وفق عقد غريب فى بنوده حيث يقر المريض فى العقد على انه فى حالة عدم قدرته على دفع المستحقات المالية التي هى ثمن العضو الذى تم زراعته فيه ـ قلب أو كبد أو عين أو ركبة او معدة .. و التى يصل سعره أحيانا الى 600 ألف دولار ـ يحق للاتحاد استرجاع العضو دون ادني مسئولية قانونية على الاتحاد لما سيترتب على اخذ العضو مرة أخرى .
يعمل الاتحاد وفق نظام الكتروني للمتبرعين حيث يدخل فى كل متبرع شريحة الكترونية تبث لجهاز الكتروني يكشف عما اذا كان الشخص قد دفع المستحقات ام لا .
متعهدي استرجاع الأعضاء
يعمل فى الاتحاد مجموعة من الأشخاص مهمتهم استرجاع الأعضاء التي لم يسدد أصحابها أقساطهم نتعرف منهم على ريمى او "جود لو" الذي يذهب لضحيته لينتزع منها قلب أو طحال او كلى دون ان يشعر بأي شفقة على ضحيته غير انه غير سعيد بذلك العمل الذي يدر عليه راتباً كبير حيث نعرف ان زوجته كارول أو " جارسيا فان هوتين " لا تحب عمله و تضغط عليه لينتقل الى قسم المبيعات و بالفعل يعمل على ذلك إلا ان صديقه فى القسم جاك او " فورست ويتيكر " يحاول إثنائه عن ذلك لأنه صديقه ويعمل سويا منذ زمن بعيد ولا يستطيع ان يبتعد عنه فيدبر له مكيدة فى أخر عملية يقوم به ريمى قبل ان ينتقل لقسم المبيعات فيصاب فى قلبه ة يضطر الى إمضاء العقد لشراء قلب اصطناعى من الاتحاد بتكلفة باهظة تجعله يضطر الى الرجوع الى عمله كمتعهد استرجاع الأعضاء لتسديد ثمن قلبه .
وكأن السيناريو يحاول ان يقول ان الجزاء من جنس العمل حيث تنفصل عنه زوجته و تأخذ معها ابنه لأنها غير راغبة فى عمله ثم هو لا يستطيع ان يسدد فواتيره لأنه بعد إصابته بدا يفكر فى الأشخاص الذين عليه اخذ الأعضاء منهم فهم مثله لديهم زوجاتهم و أطفالهم و حياتهم الهادئة مما جعله غير قادر على العمل و استرجاع الأعضاء فتمهله الشركة لكي يسدد ثم تبعث ورائه صديقه وزميله جاك لكي يسترجع العضو منه فى مطاردة بوليسية يتعرف خلالها على مريضة أخرى تعانى من نفس المشكلة وهى عدم القدرة على الدفع و تهديد الاتحاد لها باسترجاع أعضائها .
رحلة الخلاص
يقرر ريمى ان ينتقم من الاتحاد ويحاول أن يدخل داخل النظام الالكتروني لكي يحذف اسمه و اسم الفتاة التي معه من قوائم الذين لم يسددوا فيبدأ رحلة مطاردة داخل الاتحاد للدخول إلى النظام متجاوزاً العشرات من الحراس الذين يقتلهم بشكل مثير للدهشة حيث ينحاز السيناريو لفكرة البطل الخارق الذي يقتل المئات دون أن يصاب .
و بالفعل يتمكن ريمى من دخول غرفة التحكم للنظام الالكتروني و يبدأ فى حذف اسمه و اسم الفتاة التي معه وهنا يدخل مدير الاتحاد و زميله جاك لكي يقضيا عليهم إلا أن زميله جاك ينحاز لهم و يقتل مدير الاتحاد و يدمر النظام بأكمله .
أسرف الفيلم في مشاهد القتل و الدماء و الجثث المتناثرة بما يثير الاشمئزاز فلا ينصح بمشاهدته للأطفال أو لمن هم دون الثامنة عشر .
و فى النهاية نستطيع أن نقول ان الفيلم يرسم سيناريو مفزع لتجارة الأعضاء البشرية اذا تركتها الحكومات للقطاع الخاص وما سيؤل إليه حال المواطن الغير قادر على الدفع و يقدم حلاً لذلك متمثل فى مشهد النهاية وهو تدمير ذلك النظام الغير رحيم بالمرضى من الأساس .
يصنف الفيلم ضمن أفلام الحركة و الخيال العلمي ومدته ( 111) دقيقة وهو ضمن قائمة البوكس اوفيس الأمريكية لأعلى إيرادات عشر أفلام أمريكية ।
كتبت لجريدة الوطن العمانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق