١١‏/٤‏/٢٠١٠

· " شرطة بروكلين" سيناريو احترافي لفيلم تجارى مميز

· الفيلم يعرض لثلاث نماذج بائسة من ضباط شرطة بروكلين .

كتب ـ إيهاب حمدي

دأبت السينما الأمريكية في اخذ العديد من قصصها من أحداث ومواقف و حكايات كثيرة عن رجال الشرطة في الولايات المتحدة الأمريكية بعضها تمجيداً للشرطة و بعضها لكشف الفساد فيما بين علاقات رجال الشرطة بالمجرمين و تجار المخدرات ، أما البعض الأخر فقد قدم نماذج إنسانية لأفراد من الشرطة في إطار كوميدي اكشن ، و على الرغم من تنوع و اختلاف الأفلام التي تتحدث عن رجال الشرطة الأمريكية إلا انه في النهاية يجمع بينها خط اكشن درامي غالبا ما يكون عالي المستوى .

ولاشك أن فيلم " Brooklyn's Finest " أو " شرطة بروكلين " الذي نحن بصدده واحد من تلك الأفلام المميزة ذات السيناريو الاحترافى لفيلم تجارى عالي المستوى استطاع أن يستحوذ على انتباه الجمهور طيلة مدة عرض الفيلم .

و يتكون الفيلم الذي كتبه الكاتب الامريكى " مايكل مارتن " و اخرجة الامريكى "أنطوان فوكوا " من ثلاث خطوط درامية منفصلة لثلاثة من ضباط الشرطة خلال أسبوع واحد لا يجمع بينهم سوى مكان عملهم في شرطة بروكلين و المكان الذي قتل فيه اثنين منهما و نجا الثالث في نهاية الفيلم .

عجوز مشرف على التقاعد

الخط الدرامي الأول يتناول حياة الشرطي العجوز أدي "ريتشارد جير " الذي يتبقى له سبعة أيام حتى يخرج على المعاش ، وهو عجوز بائس انفصل عن زوجته و اغرق نفسه في الشرب و إقامة علاقة غير شرعية مع مومس زنجية .

يحاول أن يقضى الشرطي أخر أسبوع له في الخدمة في هدوء بعيداً عن المشاكل داخل سيارة الدورية خاصته فنراه ينهر بشدة رفيقه المتدرب معه عندما تدخل في شجار بين رجل و امرة في الشارع كما نراه لا يلقى بالا حينما يشاهد رجل زنجى يمسك بفتاة شقراء ظاهر عليها الإعياء الشديد أمام احد بيوت الدعارة .

تلك السلبية التي تمتع بها أدى جعلت المتدرب الذي برفقته يتركه ليأتي متدرب أخر يقلب حياته رأسا على عقب حينما يذهبوا معاً ليفضوا اشتباكاً بين بائع و زبون و إذا بالمتدرب يخرج مسدسه و يضرب احدهما بطلقة نارية ترديه قتيلاً .

فيتم التحقيق مع أدى و يفصل من الخدمة قبل أن يتم يومه السابع و الأخير في الخدمة ليذهب بعد ذلك إلى المومس عشيقته .


شرطي فاسد يحاول إعالة أسرته

على التوازي نرى الخيط الدرامي الثاني في تقاطعات مع الخيط الأول حيث يمثله سال " إيثان هوك " الشرطي الفاسد في دائرة مكافحة المخدرات الذي يتورط في قتل تجار المخدرات من اجل الحصول على أموالهم و ذلك لاستبدال المنزل الذي يقطن فيه لأنه مصنوع من الخشب و ضيق نوعاً مما سبب لزوجته الحامل التهابات رئوية .

يحاول الشرطي سرقة أموال تجار المخدرات أثناء القبض عليهم إلا انه يفشل في ذلك حتى انه يفشل حينما يحاول إقناع زملائه أنهم من حقهم الاستحواذ على أموال تجارة المخدرات و عندما تلغى إحدى العمليات يذهب سال بمفرده للقضاء على تجار المخدرات و الاستحواذ على أموالهم لاستبدال البيت فيعلم بذلك زميله الشرطي روني " بريان اوبيرن " فيتبعه لمحاولة إنقاذه و إثنائه عما يريد أن يفعل .

مخبر سرى اسود

و بالتوازي مع الخيط الأول و الثاني نشاهد الخيط الدرامي الثالث في تقاطعات مع سابقيه بانسيابية رائعة للمخبر السري الأسود تانجو " دون شيدل " المزروع وسط عصابة من تجار المخدرات ، و هو يعمل جاهداً كي يصبح محقق يجلس على مكتب و يلبس كرافتة و بدلة إلا أن حلمه يصطدم بابتزاز رؤسائه له لكي يوقع بكازانوفا " ويسلي سنايبس " صديقه الذي أنقذ حياته ذات مرة قبل إن يدخل و يخرج من السجن فيصبح في حالة صراع نفسي ما بين حماية صديقه و حلمه في ان يصبح محقق رسمي .

إلا انه سرعان ما يحسم الصراع لصالح الاحتفاظ بصديقه و لكن يأتي هذا القرار بعد فوات الأوان حيث يقتل صديقه و يكتشف انه قد تم خداعة بواسطة رؤسائه و احد رجال العصابات فيقرر الانتقام من رجل العصابة الذي خانه و كان السبب في مقتل صديقه .

الثلاثة على حافة الموت

تتجمع الخيوط الدرامية الثلاثة في نهاية الفيلم في مكان واحد فالشرطي العجوز أدى أثناء خروجه من بيت عشيقته الزنجية يلاحظ فتاة شقراء يصطحبها شاب اسود و يتذكر انه قد رأى صورة الفتاة في كشوف المفقودين فيتبع السيارة حيث توصله إلى برج سكنى كبير حيث يسلم الزنجي الفتاة إلى زنجى أخر يقطن في الدور الارضى فيتبعه الشرطي فيكتشف انه مختطف لعدد من الفتيات يتناوب على اغتصابهن مع صديقه فيحاول الشرطي تخليصهن و ينجح في ذلك .

وعلى التوازي نرى سال الذي ذهب لقتل تجار المخدرات و يستحوذ على النقود لنفسه قد وصل إلى نفس البرج السكنى و لكنه في احد الأدوار العليا حيث يقتحم الشقة و يقتل من فيها و يبحث عن المال فيجده و أثناء جمعه للمال يقتله احد أفراد العصابة قبل وصول صديقه الذى تبعه .

و في نفس الوقت نرى تانجو يصل إلى نفس البناية لينتقم لمقتل صديقه فيقتل كل من يقف أمامه ثم يطارد الشخص الذي خانه إلى الشارع بالخارج و يقتله ببضع رصاصات حتى يفرغ مسدسة و يعيد ملئة و قبل ان يطلق الرصاص مرة أخرى تنطلق رصاصة لتقتله من مسدس روني " بريان اوبيرن " شرطي مكافحة المخدرات الذي تبع سال إلى تلك البناية محاولاً إنقاذه إلا انه يأتي متأخرةً بعد ان مات سال و بذلك يكون قد جمع المكان مقتل اثنين من شرطة بروكلين .

استطاع الفيلم بقصته المشوقة و مؤثراته الممتعة و الخروج المتكرر إلى الشارع ان يصنع حالة من المتعة البصرية لدى المشاهد خاصة في الثلث ساعة الأخيرة من الفيلم حيث النهايات المتقاطعة للخيوط الدرامية الثلاثة .

كما استطاع الفيلم ان يجسد حالة الاحتقان الحاصلة بين الشرطة و الجمهور و كيف ان كل منهما مترقب للأخر و متصيد لأخطاء الآخر فضلا عن كشف الفيلم لنماذج من المفسدين من رجال الشرطة أمثال الشرطي سال و رؤساء الشرطي المتخفي تانجو .

أسرف الفيلم في مشاهد القتل و الدماء ومارس التمييز ضد السود في بروكلين حيث أظهرهم على أنهم هم تجار المخدرات و الدعارة وهم من يقومون بالاختطاف و الاغتصاب دون الإشارة إلى ان تلك الجرائم يقوم بها السود و البيض على وجه العموم .

الفيلم يصنف ضمن أفلام الاكشن و الدراما و الجريمة مدته (132) دقيقة و متصدر ثاني قائمة البوكس أوفيس الأمريكية لأعلى إيرادات عشر أفلام أمريكية حتى الأسبوع الثالث من مارس برصيد إيرادات يبلغ 13.4مليون دولار حققها في الأسبوع الأول من عرضه .

كتبت لجريدة الوطن العمانية

http://www.alwatan.com/index.html


ليست هناك تعليقات: