كتب ـ إيهاب حمدي
في العقائد السماوية هناك بالطبع حديث كثير عن يوم القيامة وهو اليوم الذي ستنتهي فيه البشرية إلى غير عودة ليبدأ البشر حياة أخرى طبقاً لما فعلوه و قاموا به من أعمال في حياة الدنيا ، هذا اليوم له دلائل و مظاهر محددة سواء فى العقيدة الإسلامية أو المسيحية إلا أن صناع فيلم "Legion " قد جاءو بفكرة جديدة عن يوم القيامة هي بالطبع تتعارض مع العقائد السماوية .
"عندما كفر الناس بالله عاقبهم بوسائل شتى " ، هذه الجملة التي قيلت على لسان احد أبطال فيلم " Legion " أو "المحارب العظيم " ـ كما جاء في الترجمة العربية للفيلم في دور العرض المصرية ـ هي مفتاح فهم الفيلم كله المليء بالأحداث الغريبة الغير مستساغة .
تدور قصة الفيلم الذي أخرجه سكوت ستيوارت و قام بالاشتراك في كتابته مع السيناريست بيتر شينك حول قصة نهاية البشرية بطريقة مختلفة عما هو معروف في التراث الانسانى فالأحداث تبدأ من حانة صغيرة في مكان نائي في الصحراء تسمى شلالات الجنة تعمل فيها نادلة و يقف عندها بعض الناس المارين للراحة أو للتزود بالاحتياجات ، هذا العدد القليل الموجود من الأفراد في تلك الحانة سيكونوا هم الأمل في استمرار البشرية بعد تدميرها .
الخط الدرامي الرئيسي يرتكز على الشابة الحامل تشارلى التي تجسدها الممثلة الاميركية " ادريان باليكي " وهى الفتاة النادلة في الحانة حيث يعتقد أن طفلها الذي لم يولد بعد هو الأمل في استمرار البشرية حسب ما نعرفه من الغريب " مايكل " أو الملاك ميكائيل و الذي يجسده الممثل الانجليزى " بول بيتاني " .
يتجمع الناس في الحانة و فجأة ينقطع إرسال التليفزون كما ينقطع إرسال الراديو و تغيم السماء و لا ندرى ماذا يحدث حتى تأتى امرأة عجوز و تطلب شريحة من اللحم ثم تتهجم على احدهم و تعضه في رقبته عضة مميتة ثم يحدث صراع بينهم و بين رواد الحانة ينتهي سريعاً بمقتلها و حتى الآن لا نعرف ما يحدث حتى يظهر مايكل الذي عن طريقه نعرف أن الله قد غضب على البشرية بسبب كفر الناس بالله و أرسل الملائكة في صورة بشر للانتقام من البشر و أبادتهم و إقامة يوم القيامة .
نعرف أن مايكل هذا هو ملاك وهب نفسه لحماية البشرية من الابادة عن طريق الحفاظ على حياة مولود النادلة التي لا تعرف بحقيقة ما تحمله إلا من مايكل ، تأتى الملائكة في صورة بشر و يحاولون قتل ألام و الحضور بصور شتى و لكن يتصدى لهم مايكل الملاك الذي سيحارب الملائكة الأخرى التي تريد القضاء على البشر .
و هكذا يدور الفيلم و يتقدم حتى يظهر الملاك الأكبر ذو الجناحين " جبريل " الذي يجسده الممثل الكندي " كيفين دوراند " الذي يحاول أن ينهى حياة الطفل بعد أن يولد و أمه سريعاً حتى ينهى البشرية و بالطبع يتصدى له مايكل حتى يستطيع التغلب عليه في النهاية و الحفاظ على البشرية عن طريق الحفاظ على حياة الطفل و أمه موصياً أم الطفل أن تعلمه الإيمان بالله .
لم يشر الفيلم عن سبب اختيار هذا الطفل ليكون هو العامل في بقائها فالسيناريو لم يوضح ذلك ، أيضا الشكل الذي ظهر به الملاك مايكل وهو يستخدم الرشاشات الآلية و المسدسات غير مرضى فمن غير المقبول ان تستخدم الملائكة أسلحة البشر ، فضلا عن شكل الملاك جبريل وهو إنسان بجناحين لم يك موفقاً .
الفكرة الرئيسية للفيلم تتعارض بالطبع كل من العقيدة الإسلامية و المسيحية و من غير المقبول أن نقول أن هناك من الملائكة من الممكن أن تقف أمام مشيئة الله كما في حالة مايكل الذي يرفض تدمير البشرية و يقف أمام جنود الله ( الملائكة ) و يتغلب عليهم فى النهاية مبرراً ذلك بنصح ألام أن تعلم ابنها الإيمان بالله .
أيضا مساحة الدراما في الفيلم قليلة فالمعارك و الصراعات طغت على الشخصيات فلم نعرف كثيراً عن شخصيات الفيلم حتى إن بعضهم قد ذهب سريعاً و اختفى .
و أخيرا الفيلم يصنف ضمن أفلام الحركة و الخيال و الرعب مدته ( 90 ) دقيقة و ضمن قائمة البوكس أوفيس الأمريكية لأعلى إيرادات عشر أفلام أمريكية حتى الأسبوع الثاني من فبراير برصيد إيرادات يبلغ 34.6 مليون دولار .
كتبت لجريدة الوطن العمانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق