· قصة أسطورية لا يصدقها عقل يستطع فيها البشر الفانيين التغلب على الآلهة وكسر إرادتها
كتب ـ إيهاب حمدي
تولى السينما العالمية و الأمريكية بصفة خاصة اهتماماً كبير بالأفكار الغير تقليدية خاصة فيما يتعلق بالغيبيات و التي قد يأتي معظمها مخالفاً للعقائد السماوية سواء الإسلام أو المسيحية أو اليهودية و ذلك كما شاهدنا في بداية هذا العام فيلم " Legion " أو المحارب العظيم الذي ارجع استمرار البشرية إلى ولادة طفل يحاول الملك جبريل أن يحافظ على حياته حتى لا تقتله الملائكة و بذلك تقوم القيامة على كوكب الأرض .
و أعقبه فيلم " The Lightning Thief " أو لص البرق الذي يجسد صراع قد ينشب بين آلهة الرياح و الماء و النار و الهواء بسبب سرقة عصا البرق من احدهم ؟
و كمخالفة للأفكار السينمائية المطروحة حاليا يأتي فيلم " Clash of the titans " او " صراع الجبابرة " و الذي ستظل تسأل نفسك كثيراً بعد و أثناء مشاهدته كيف حال الناس اذا كان هناك العديد من الآلهة التي تتحكم فى حياة البشر و تجلب لهم الدمار و الخراب و تتعامل معهم ند بند و تصارعهم عندئذ ستقول الحمد لله الذي لم يجعل له شريكاً في الملك .
و فيلم صراع الجبابرة مأخوذ من أسطورة يونانية قديمة حولتها السينما عام 1981 إلى فيلم سينمائي ثم أعاد إخراجها المخرج " لويس ليترير" مستخدماً تقنيات ثلاثية الأبعاد .
حرب الفانيين و الآلهة
يحكى الفيلم عن الشاب بيرسيوس " سام ورثينغتون " الذي يعمل صياداً بالقرب من مدينة اراجوس مع والداه الذين يموتان في البحر غرقاً أثناء عقاب شقيق الإله الأكبر هيدس "رالف فينيس " لجنود مدينة اراجوس الذين أعلنوا التمرد و العصيان للإله الأكبر زيوس " ليام نيسون " و اسقطوا تمثاله في البحر و هدموا معابده بتحريض من ملكهم كافيوس" ديفيد كنيدي " الذي أعلن انه بدأ عهد جديد عهد البشر معلناً الحرب بين الفانيين و الآلهة .
و على ذلك قامت آلهة الاوليمب باجتماع و فوضت هيدس لعقاب البشر الذين تمردوا وأوقفوا صلاتهم و ابتهالاتهم التي تغذى بقاء الآلهة في جبل الاوليمب مما جعل هيدس يذهب إلى أهل اراجوس و يهددهم بتدمير مدينتهم بإطلاق كائن الـ ( كراكن ) عليهم وهو كائن بحري غريب يشبه اخطبوط ضخم جداً يستطيع أن يقلب المدينة على رأسها وهو بمثابة أداة عقاب هيدس للبشر .
و لكن هيدس هدفه الاصلى المعلن أن يعيد طاعة البشر الفانيين للآلهة ومن ثم يخيرهم بين تدميرهم و مدينتهم بالكراكن أو تقديم رقبة و دم اندروميدا " دافالوس ترتيب " ابنة كافيوس ملك اراجوس المتغطرس خلال مدة زمنية هي ثمانية أيام فقط .
نصف اله ونصف بشرى
أثناء ذلك تتطور قصة الفيلم و نعرف أشياء غير منطقية إطلاقا بل إن سمعها احد من احد قد يتهمه بالجنون لا أن يشاهدها في عمل سينمائي كلف العشرات من الملايين فنعرف من هيدس ان بيرسيوس هو ابن الآلهة زيوس كبير الآلهة الذي أمر بعقاب البشر فيتم سجنه في سجون اراجوس ثم نعرف أن بيرسيوس هو ابن زيوس فعلا اى انه نصف اله و نصف بشر و يرجع تاريخ ولادته إلى ثورة الملك اكرسيوس لغزو جبل الاوليمب لأنه ضاق ذرعا بالآلهة و تعنتهم معهم فأرادت الآلهة أن تعاقب جيش اكرسيوس بالابادة الكاملة و لكن حب زيوس للبشر جعله يرفض ذلك و يتجه إلى كسر انف الملك اكرسيوس و إذلاله و جعله عبرة للآخرين .
فتنكر الملك زيوس ( و ياللعجب من ذلك ) في شكل الملك و قام بمضاجعة زوجة الملك اكرسيوس و حملت منه بيرسيوس في سرد غير منطقي و لو حتى كان لأسطورة فكيف لإله أن يضاجع ؟
ولكن الفيلم يستمر في سرد تلك الخرافات فيأمر الملك بإعدام زوجته ووليدها و إلقائهم في البحر و لكن الوليد الصغير بيرسيوس لانه نصف اله و نصف بشر فقد نجا ووجده صياداً و زوجته فربياه حتى أصبح شاباً يافعاً صياداً .
رحلة الأهوال
يخرج بيرسيوس من السجن لإنقاذ اندروميدا ابنة ملك اراجوس و إنقاذ اراجوس نفسها من تدمير الكاراكن لها حيث نعرف انه مقدر له قتل كائن الكراكن فيعد بيرسيوس العدة و يجمع الرجال ومعه ملك اراجوس للذهاب في رحلة لمعرفة كيفية قتل كائن الكاركن و يتجه صوب جبل لملاقاة الساحرات الثلاثة الذين يعرفون كيفية قتل الكاركن و بالفعل يذهب إلى هناك في رحلة مليئة بالصعاب و الأهوال حيث يلاقى فيها كائنات كالعقارب الكبيرة تخرج من الأرض و تحاربهم ثم يلاقوا محابوا الصحراء الذين يقاتلوهم ثم يتحالفوا معهم للوصول إلى الساحرات لمعرفة كيفية قتل الكراكن حيث أنهم ملعونين و لا يفك لعنتهم الا قتل الكاركن .
يصل بيرسيوس إلى الساحرات و يعرف منهم انه لا سبيل الى قتل الكاركن الا باستخدام رأس ميدوسا " ناتاليا فودينوفا " وهى أميرة ملعونة تعيش فى العالم السفلى كل من ينظر إلى عينها يتحول إلى حجر .
و بذلك يذهب بيرسيوس إلى العالم السفلى لقتل ميدوسا و الحصول على رأسها لتحويل كائن الكراكن الى تمثال حجري فيجتاز الصعاب و الأهوال مرة أخرى في العالم السفلى إلى أن يقتل بالفعل ميدوسا و يأخذ رأسها و يذهب سريعا الى اراجوس حيث قد انتهت بالفعل المهلة الممنوحة لأهل اراجوس و ظهر الكراكن فيأتي الحصان ذو الجناحين ليمتطيه بيرسيوس إلى اراجوس و يستطيع إنقاذ ابنة الملك و تحويل الكاركن إلى تمثال حجري .
يعتبر الفيلم عودة لأفلام العقائد الفاسدة التي تتحدث عن وجود آلهة للكون غير الله سبحانه و تعالى و لا شك أن تلك الأسطورة اليونانية غير منطقة تماماً بل إنها مليئة بالخرفات التي لا يصدقها عقل .
امتاز الفيلم بجودة الصورة البصرية حيث استخدمت تقنيات سينما ثلاثية الأبعاد بشكل متميز و حرفي مما جعل المشاهدة ممتعة بصرياً بغض النظر عن مضمون القصة الخرافي .
كما أننا نستطيع أن نقول أن الفيلم أو الأسطورة قد أخذت أجزاء كثيرة منها في أفلام أخرى كثيرة فكائن الكراكن و الذهاب إلى العالم السفلى قد استخدما في معالجة فيلم "قراصنة الكاريبي" ، و اجتماع الآلهة معاً ليتناقشوا و رأس ميدوسا التي تحول البشر إلى تماثيل من الحجارة قد ظهرت في فيلم " لص البرق "
الفيلم يصنف ضمن أفلام الاكشن و الدراما و الجريمة مدته (132) دقيقة و متصدر ثاني قائمة البوكس أوفيس الأمريكية لأعلى إيرادات عشر أفلام أمريكية حتى الأسبوع الثالث من مارس برصيد إيرادات يبلغ 13.4مليون دولار حققها في الأسبوع الأول من عرضه ।
كتبت لجريدة الوطن العمانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق