٢٠‏/٩‏/٢٠١٠

مسلسل "الجماعة".. زوبعة الاختلاف والحديث عن الأيادي الخفية

الأخطاء التاريخية ساهمت في تقليل مصداقية العمل والاسقاطات السياسية زادت في رتابته

القاهرة ـ من إيهاب حمدي:

أثار مسلسل "الجماعة" للكاتب وحيد حامد زخماً إعلاميا كبيراً منذ بدء عرضه في بداية شهر رمضان وحتى الان؛ نظراً لما يتناوله المسلسل من سيرة مؤسس جماعة الاخوان المسلمين الشيخ حسن البنا الذي اغتيل في اربيعينات القرن المنصرم.

وأن جماعة الاخون المسلمين هي بمثابة الام او العباءة التي ولدت منها اغلب حركات الاسلام السياسي شهد عرض المسلسل اقبالاً كبيراً من قبل المهتمين والمثقفين وحتى المشاهدين العاديين ممن يريدون معرفة تاريخ وبدايات هذه الجماعة التي اصبحت ملء سمع وبصر العالم العربي والاسلامي.

في السطور القادمة سنحاول استكشاف ما بالمسلسل من عناصر قوة وضعف وما شابه من تضخيم أو تهويل لأحداث أو تحقير واخفاء احداث اخرى، فضلا عن الاسقاطات السياسية التي تعج بها حلقات هذا المسلسل، ولن ننسى ان نذكر القارئ بمن هو وحيد حامد كاتب المسلسل، وما هي ابرز ملامح تجاربه الابداعية في مجال الدرما والسينما حتى يتبين للقارئ خلفية كاتب المسلسل.

وسنحاول رصد أبرز ما جاء في وسائل الاعلام العالمية مدحاً وذماً في المسلسل على السواء، فضلاً عن انتقادات جماعة الاخوان المسلمين ونجل الشيخ البنا للكاتب والمسلسل ودفاعات الكاتب عن مشروعه الدرامي.

موضوع شائك

تمثل الكتابة عن جماعة الاخوان المسلمين وتاريخها مأزقاً لأي كاتب يتصدى لذلك نظراً لكثرة التاريخ والاحداث المختلف عليها في تاريخ الاخوان، حتى انك قد تقرأ كتباً ـ كما جاء على لسان احد الشخصيات في المسلسل ـ عن الاخوان كتبها الاخوان فتندم انك لست اخوانيا، وكتب اخرى تقرأها كتبها متحاملون على الاخون تجعلك تحمد الله أنك لست من الاخوان.

ولذلك فالكتابة ـ وخاصة الكتابة الدرامية ـ عن تاريخ الاخوان بمثابة من يريد ان يمشي في حقل الالغام، فكان من الطبيعى ان يتصدى لكل هذا كاتب يستطيع ذلك بما له من تاريخ طويل في مجال الكتابة السينمائية والدرامية.

لقد آثر وحيد حامد ـ كاتب المسلسل ـ ان يعرض تاريخ الاخوان انطلاقاً من احداث جامعة الازهر ـ وهي استعراض رياضي قام به طلبة الاخوان داخل الجامعة تم تضخيمة في وسائل الاعلام المصرية للنيل من شعبية الجماعة بعد فوزها بـ"88" مقعداً في انتخابات مجلس الشعب المصري عام 2005 ـ وذلك لربط العنف بالجماعة في ذهن المشاهد بادئ ذي بدء.

ومن خلال وكيل نيابة يتصدى للتحقيق مع طلبة الاخوان نعرف تاريخ الامام حسن البنا مؤسس الجماعة وذلك من خلال سعي وكيل النيابة لمعرفة تاريخ الجماعة التي يحقق مع افرادها من الطلبة، وبالتوازي مع ذلك الخيط الدرامي نجد خطاً دراميا آخر يرصد اوضاع الجماعة ومكتب ارشادها في الآونة الحالية عارضاً اجتماعات مكتب الارشاد وما يحدث فيها من وجهة نظر الكاتب.

كاتب العمل

من هو الكاتب؟ وما هو موقفه من التيار الاسلامي عموماً؟.. وحيد حامد كاتب سينمائي له العشرات من الاعمال الدرامية في السينما والتليفزيون والاذاعة، يصنف ضمن كتاب المعارضة في مصر فهو دائم الانتقاد للنظام وفي الكثير من اعماله ينحاز للبسطاء والمهمشين، إلا انه عند الكثيرين محسوب على الحكومة وأن ما يقدمه من نقد أو هجوم بمثابة تنفيس.

وبغض النظر عن موقفه المعادي للمنقبات والمحجات وترويجه دائماً في اعماله للسفور وتطرقه لقضايا الجنس بشكل فج ومباشر فانه يعتبر الان رائد كتاب السيناريو السينمائي في مصر فهو الاقدم والاكثر نجاحاً وشهرةً بين كتاب السيناريو، وقد حصل على العديد من الجوائز على اعماله ابرزها جائزة الدولة المصرية للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2003.

ويعرف عن وحيد حامد عداؤه الشديد للتيار الاسلامي سواء الاخوان المسلمين او السلفيين او أي تيار إسلامي آخر، حيث كتب حامد العديد من الافلام السينمائية يهاجم فيها بشراسة التيار الاسلامي وينتقص منه الى الحد الذي اعتبره الكثيرون تحاملاً وتشويهاً للاسلاميين في جل أفلامه كما في أفلام "الإرهابي" و"الارهاب والكباب" و"طيور الظلام" و"دم الغزال".

ولا يفرق وحيد حامد في كتاباته بين (الاخوان المسلمين والسلفيين) كجماعات ترفض استخدام العنف وتنبذه وبين الجماعات الاسلامية التي انتهجت العنف في الحقبة الماضية كجماعات (الجماعة الاسلامية والجهاد الاسلامي والتكفير والهجرة)، فهو دائم الخلط بينهم في أعماله الدرامية فيظهر الاسلاميين عموماً كمتطرفين يميلون إلى العنف ويحرضون عليه.

تصوير وإخراج

بداية هناك مقولة شائعة بين أوساط النقاد السينمائيين والكتاب تقول انه "حين تطغى الأحداث التاريخية على دراما المؤلف يكون العمل وثائقيا من الطراز الأول".

سبق وقلنا ان المسلسل يعتمد على خطين متوازيين الخط الاول يرصد اوضاع الجماعة والمجتمع المصري في العصر الحالي، والخط الثاني يرصد ـ من خلال حكي احد شخصيات المسلسل ـ تاريخ ونشأة جماعة الاخوان المسلمين وذلك برصد سيرة حسن البنا مؤسس الجماعة.

فرغم براعة التصوير ودقة الاخراج وجمال الصورة السينمائية للمسلسل الا ان المسلسل بمثابة مسلسلين متوازيين الاول وهو ما يتحدث عن الاوضاع الحالية للجماعة والمجتمع وهو مفعم بالحيوية والدرما، مشوق الى حد بعيد، شخوصه كلها تنبض بالحياة وتتحرك في حيزها الدرامي كأنها واحدة منا.

أما الخيط الثاني فهو سرد تاريخ الجماعة وهو خيط رتيب، تدفع فيه الاحداث دفعاً غير مشوق ولا يغري للمتابعة، لم يستطع الكاتب فيه ان يمسك بالاحداث ويتحكم فيها ويعرضها في قالب درامي مشوق، بل حدث العكس، فقد غلبت الاحداث الدراما واصبحنا كأننا نشاهد عملاً تسجيليلاً يرصد نشأة وتطور الجماعة اللهم الا الحلقات الاولى من المسلسل التي كانت ترصد طفولة ونشأة حسن البنا.

ولا يرجع ذلك الى رتابة وضعف الاحداث الحقيقة ولا الى افتقارها الى التشويق والدرما بل يرجع الى طريقة تناول الكاتب تلك الاحداث وحشوها حشواً في قالب درامي جاف، فرغم الدقة في تصوير الاماكن واقترابها كثيراً من اماكن الاحداث الحقيقة في تلك الحقبة الزمنية وبالرغم من جودة اختيار الملابس الملائمة للشخصيات وللفترة التاريخية المرصودة إلا ان الاحداث تفتقر للدرما الحقيقة وتكون اقرب الى الافلام التسجيلية منها الى المسلسلات التاريخية.

أخطاء تاريخية

في سياق مشاهدة المسلسل يتبين للمشاهد العادي الكثير من الاخطاء التاريخية التي وقع فيها السيناريو بقصد او بدون قصد ولكنها تقلل من مصداقية الاحداث وتظهر بعض الاستسهال في مادة البحث التي اعتمد عليها مؤلف المسلسل خاصة وان المؤلف يشير في نهاية كل حلقة الى المصادر التي استقى منها معلوماته عن نشأة وتطور جماعة الاخوان المسلمين.

من تلك الاخطاء التاريخية الصارخة ما جاء في احد حوارات المسلسل بين موظف في السفارة البريطانية والسفير البريطاني حيث كانا يتحدثان عن جماعة الإخوان ويخبر الموظف السفير انها ـ أي جماعة الاخوان المسلمين ـ تتخذ من شعار "الإسلام هو الحل" شعاراً لها، والمعروف جيداً والثابت ان هذا الشعار تمت صياغته في ثمانينات القرن المنصرم اثناء احدى الحملات الانتخابية لمجلس الشعب المصري.

كذلك يشير الخبراء الى انه من تلك الاخطاء التاريخية الاشارة في المسلسل الى ان حسن البنا قد أنشأ نظام الجوالة ونفذه في فترة وجوده في الاسماعيلية وهو ما يجافي الحقيقية والتاريخ حيث ان تلك الفترة لم يكن فيها اعداد افراد الجماعة بالكثرة التي يجدي معها انشاء نظام الجوالة فضلا عن أن في تلك الفترة لم يكن حسن البنا ـ كما جاء في مذكراته الشخصية ـ يريد ان يلفت اليه الانظار وخاصة ان مصر كانت ترزح تحت الاحتلال الانجليزي انذك، وأن نظام الجوالة قد انشئ ـ كما كتب حسن البنا بنفسه في مذكراته ـ في القاهرة في النصف الأول من الثلاثينات عندما كان مقر الإخوان في العتبة وعندما كثر عدد الاخوان وكثرت شعبهم ودورهم.

ايضا تصوير حسن البنا بموقف المتردد من اتخاذ قرار قبول أو رفض المنحة أو المساعدة المادية التي قدرها خمسة الاف جنيها من المسئول الاستخبارتي البريطاني في حين ان حسن البنا أعلن وقتها رفضه لذلك دون تردد ولا نقاش وكان هذا اللقاء داخل المقر العام للجماعة لا في احد البنايات الاثرية بعيداً عن أعين الناس كما جاء بالمسلسل.

ومن ابرز اخطاء السيناريو الواضحة عدم كتابة تاريخ الاحداث على الشاشة في حالة السرد المتقطع للاحداث حيث نرى الاحداث تتوالى دون كتابة تواريخها وعلى المشاهد ان يستنتج في أي عام حدث ذلك وهي ملحوظة كانت لا يجب ان تخفى على صناع المسلسل.

اسقاطات متعمدة

يمتلئ المسلسل بالعشرات من الاسقاطات المتعمدة التي اوردها الكاتب في المسلسل يلاحظها المشاهد العادي، اغلب هذه الاسقاطات تأخذ من مصداقية المسلسل عند المشاهدين بل تخلق حالة من التعاطف عند اغلبهم مع جماعة الاخوان المسلمين ـ وهي نتيجة لا اعتقد ان الكاتب كان يعمل من اجلها ـ في مصر خاصة وان الانتخابات البرلمانية في مصر على الابواب.

من تلك الاسقاطات الفجة، والتي يعتبرها الكثير مغالطات هي طريقة تعامل ضباط مباحث أمن الدولة مع طلاب وأفراد الاخوان، فالمسلسل من خلال رصد طريقة استجواب طلبة الاخوان المشاركين في العرض الرياضي ـ الذي تم تضخيمة اعلامياً ـ نرى منتهى اللطف والادب وحسن الضيافة من قبل هؤلاء الضباط حتى نراهم وهم يقدمون الشاي لهم في مباحث أمن الدولة وكأنهم انقلبو فجأة ليصبحوا مسالمين في منتهى الوداعة مع افراد الاخوان سواء اثناء احتجازهم او استجوابهم او حتى اثناء تفتيش بيوتهم.

ايضا محاولة ربط التدين بالفقر في المجتمع المصري من خلال مشاهد استجواب طلبة الاخوان والتي فيها يعترف البعض انه لا يعلم شيئا عن الاخوان ولا يقتنع بهم الا انه معهم ويشجعهم نظراً لفقره المدقع فهو بحاجة لمساعداتهم المادية والعينية ولذلك هو معهم، فضلا عن مشهد ارتداء الشغالة في منزل وكيل النيابة ـ الذي يحقق في قضية طلبة الاخوان ـ للنقاب في اشارة الى ان الفقراء والمعدمين هم من يرتدون النقاب او الحجاب في حين ان خطيبة وكيل النيابة ووالدته لا ترتديان لا حجاب و لا نقاب ويصفون الشغالة بأنها (مضحوك عليها).

ايضا مشاهد ربط انضمام احد الطلبة للاخوان لانه يحب زميلته ـ التي والدها قيادي اخواني يمتلك مستشفى استثماريا ـ ويريد ان يتقرب منها ليتزوجها ويعمل في مستشفى والدها، هي مشاهد بها اسقاطات فجة تريد ربط ـ في ذهن المشاهد ـ انضمام الافراد بالاخوان نتيجة لمصالح شخصية بحتة ولا علاقة له بالالتزام.

ايضا يؤخذ على المسلسل تصويره للدعاة الجدد بأنهم تجار وممثلون يؤدون ادواراً بعيدة عن كونهم دعاة اسلاميين يدعون الناس الى الالتزام والى الاخلاق من خلال شخصية الداعية الاسلامي الذي يعمل بقناة فضائية ويساوم مدير القناة على رفع أجره ولا يتورع من النظر الى فتاة متبرجة كما ظهر ذلك في المسلسل.

نضيف الى ذلك اظهار القيادات الاخوانية ـ سواء الحالية أو ايام حسن البنا ـ بمظهر المهمشين أمام المرشد ولا رأي لهم إلا آراء المرشد كما ظهر ذلك في المسلسل في كل مشاهد اجتماعات مكتب الارشاد أيام حسن البنا أو حاليا، في إشارة الى استبداد المرشد برأيه من خلال سلطته الروحية على الافراد فلا احد يستطيع الاعتراض على قراراته وهو ما تفضحه التسريبات الاعلامية عن اجتماع مكتب الارشاد حاليا من تبادل واختلاف لوجهات النظر فيما بينهم لا يفصل فيه إلا الأخذ بمبدأ الشورى كما ظهر ذلك جليا في أزمة تصعيد الدكتور عصام العريان ـ القيادي البارز في الجماعة ـ الى مكتب الارشاد وأزمة انتخابات المرشد العام للجماعة الماضية.

أيضا عمد المؤلف الى التشكيك في أحداث ثابتة في تاريخ الجماعة ذكرها حسن البنا بنفسه في مذكراته مثلما حدث عندما تم ذكر قصة التمثال العاري الذي كان على سفينة ترسوا على شاطئ المحمودية واستطاع البنا ـ وهو صغير السن ـ ان يحضر ضابط الشرطة ليعنف صاحب المركب ويزيل التمثال. حيث يأتي على لسان الراوي للأحداث ان تلك القصة ذكرها حسن البنا ولا يعلم احد صحتها من كذبها وان البنا ربما ذكرها كدعاية لنفسه وان رفيقه احمد السكري قد أورد قصة عن نفسه مشابهة لها.

جدلية الدين والسياسية

بالطبع أي مسلسل يتحدث عن الاخوان المسلمين أو عن تيار الاسلام السياسي عموما لا بد وان يتعرض الى الجدلية عن الدين والسياسية وامكانية التوافق بينهم دون ان يفسد احدهما الاخر، وكامتداد لموقف المؤلف من هذه الجدلية ـ وهو الرافض لدخول الدين الى السياسية ـ جاء تصوره في المسلسل حيث سرد المؤلف على لسان شيخ أزهري في المسلسل أن (الدين يفسد السياسة، والسياسة تفسد الدين)، وذلك في حوار مع البنا دون ان يتيح الكاتب الفرصة للبنا أن يردَّ بما يفنِّد هذه المقولة؛ إذ يعلم الجميع أن جماعة الاخوان المسلمين لديها الكثير من الحجج والبراهين التي تفند تلك المقولة إلا ان الكاتب آثر ان يضع المشاهد امام وجهة نظر واحدة بما يعني انها الرأي الصحيح والسديد دون ان يتيح للطرف الاخر حق الدفاع عن نفسه، مما ينفي حيادية الكاتب تجاه ما يكتبه.

فضلا عن تقديم عشرات المشاهد ـ التي قد تعتبر وجهة نظر شخصية للكاتب ـ تطبع في ذهن المشاهد ان جماعة إلاخوان ومؤسسها يستخدمون الدين لمآرب شخصية.

أعداء الإخوان يعارضون

الجدير بالذكر ان اعداء الاخوان والمتحاميلن عليها يعارضون المسلسل بشدة ويرون ان الكاتب لم يستطع ان يخفي أهم ملامح شخصية البنا فهو يبدو في المسلسل انه عبقرى فذ يستطيع ان يلم الشمل وله قدرة فائقة على التنظيم والبناء، فضلاً عن مظهره الديني الذي يظهر به في المسلسل مما جعل الكثير من المتابعين الذين ليسو اخوان يعجبون بشخصية حسن البنا.

فضلا عن ان اسم جماعة إلاخوان كان لا يذكر في وسائل إلاعلام الرسمية إلا و بجواره كلمة (المحظورة) أما المسلسل فيوميا يتحدث ويذكر اسم الاخوان على اعتبار انهم جماعة موجودة وقائمة وتمارس نشاطها بحرية دون حظر.

كذلك يرى منتقدو الاخوان ان المسلسل يمثل دعاية مجانية لهم لأن المسلسل تكفَّل بوصول اسم الاخوان وأنشطتهم إلى الفئات المختلفة من الشعب عن طريق العرض على قنوات الدولة الرسمية وبما ان الناس لا تصدِّق الحكومة وترى ان من هاجمته الحكومة فهو البريء سيجعل المشاهدين يبحثون عن هذه الجماعة وتوجهاتها سواء كانوا معها أو ضدها أو حتى لم يسمع عنها من قبل ليتعرف على منهجها وتاريخها، وهو ما ينذر باحتمالية انضمام اعضاء جدد اليها.

الإخوان يعارضون أيضا

كذلك جماعة الاخوان المسلمين وانصارها يعارضون المسلسل ويكثرون من انتقاده على اعتبار ان كاتبه صاحب موقف مسبق من الجماعة وأحد المتحاملين عليها وان المسلسل ما هو إلا حلقة من حلقات تشوية الجماعة في الاعلام وربط العنف بها والصاق كل تهمة ونقيصة بها.

كما قام نجل الامام البنا سيف الاسلام حسن البنا ـ المحامي ـ برفع دعوى قضائية ضد منتج ومؤلف العمل متهماً اياهم بتشويه سيرة وتاريخ ابيه الامام حسن البنا عن طريق خلق وقائع لم تحدث واستخدام مذكرات حسن البنا استخدام سيء من خلال لي الوقائع التي جاءت بها وقلبها للنيل من أبيه ومن جماعة الاخوان المسلمين.

وقد أصدرت الجماعة نفسها بياناً تؤكد فيه ان الحلقات التي تمَّ عرضها من مسلسل الجماعة هي دعاية انتخابية مفضوحة للنظام الحاكم، ومحاولة يائسة لتحسين صورة الأجهزة الامنية، وقالت الجماعة على لسان احد قياداتها وهو النائب محسن راضي ـ عضو مجلس الشعب والمنتج الفني ـ انهم قد انتهوا من صياغة سيناريو مسلسل عن حسن البنا مكون من اثنتان وثلاثون حلقة للرد على المسلسل الذي كتبه وحيد حامد وتفنيد كل ما جاء بالمسلسل من تهم وافتراءات على حد قولهم على ان يتم تصويره ليذاع في رمضان القادم، مشيراً الى انه تم رصد ميزانية له.

حامد يدافع

وقد دافع الكاتب وحيد حامد عن مسلسله مفنداً تلك الانتقادات، مشيراً ـ في تصريحات صحفية للعديد من الصحف ومواقع الانترنت ـ الى ان مسلسل "الجماعة" يتناول مسيرة الاخوان بجوانبها السلبية والايجابية، وانه حرص على ذلك أثناء كتابته للسيناريو، وان جماعة الاخوان إذا كانت ترى أن هناك تشويها لتاريخها، فمن حقها أن تقوم بعمل درامي آخر للرد على المسلسل.

مؤكداً ـ في ذات التصريحات الصحفية ـ انه حرص على نقل الصورة الحقيقية للإخوان بمنتهي الشفافية، وأنه كان دقيقا في كتابة السيناريو، واستشهد على ذلك بأن مرحلة كتابة السيناريو أخذت منه وقتا طويلا يقترب من الأربع سنوات، وانه استعان في كتابة المسلسل بما قالوه وكتبوه عن أنفسهم، فضلاً عن مقابلاته مع بعض قيادات الجماعة والاستماع لآرائهم في الكثير من المواضيع، ومن بينهم عصام العريان القيادي البارز بالجماعة।

نشرت بجريدة الوطن العمانية على الرابط التالى :

http://www.alwatan.com/dailyhtml/ashreea.html#11

ليست هناك تعليقات: