كتب ايهاب حمدى
كثيرا ما نعيب على السينما العربية عموما و المصرية خاصة التكرار فى تناول الشخصيات و الموضوعات مثلما هو حادث فى موجة افلام الشباب التى غزت الشاشات العربية ، و لكن يبدو ان هذا الداء ليس عربيا خالصا بل زحمت هليوود السينما العربية فى تقديم نوعية من الافلام ذات الموضوعات المستهلكة دون اى معالجات جديدة من زوايا جديدة ، و يكبر الداء و يعظم اذا كان من يقدم تلك النوعية هم ابطال و نجوم الصف الاول فى هليوود امثال توم كروز .
فتوم كروز فى فيلمه الجديد الذى قام بكتابته " باتريك اونيل " و اخرجه " جيمس مانغولد " تحت عنوان " Knight and Day " او "فارس و نهار " يقدم شخصية العميل السرى التى قدمها سابقا فى سلسلة افلام المهمة المستحيلة و التى قدمت فى المئات من الافلام الامريكية .
و حبكة الفيلم لا تختلف كثيراً عن نوعية تلك الافلام حيث المطاردات و القتل و التفجير مع بذور قصة حب تنبت بين ثنايا احداث الفيلم الذى ياخذ من رصيد توم .
العميل السوبر
تبدأ احداث الفيلم فى احد المطارات حيث يلتقى كل من العميل السرى ميلر " توم كروز " العميل لدى وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية و الفتاة الجميلة جوني هافينز"كاميرون دياز" فيفتعل العميل ملير احتكاك بجون ومن خلاله يخبىء بطارية صغيرة ادخل حقيبتها مستغلاً برائتها و عفويتها فى تمرير البطارية .
فى الطائرة يتعرف ميلر على جون ثم ا ان تستاذن منه لتدخل دورة المياه حتى يبدأ العميل جون فى القتال مع جميع الافراد الموجودون على متن الطائرة حتى يتسطيع التغلب عليهم جميعاً و قتلهم بما فيهم طاقم الطائرة ، وفى احد المشاهد الكوميدية فى الفيلم تعرف جون ما حدث و تعرف ان الطائرة تطير بدون طيار حيث نرى رد فعلها هستيريا كوميديا بعد معارك ميلر العنيفة التى غطتها الكثير من الدماء .
يستطيع ميلر ان يقود الطائرة و يهبط بها بعد تحطم بعض اطرافها و ينجو بجون ثم يخبرها الا تتحدث مع احد فيما رأته حتى لو قالوا لها انهم عملاء تابعيين للسى اى ايه دون ان يكشف لها عن حقيقة اى شىء ثم يخدرها و يتركها .
صراع لا ينتهى
تستيقظ جون لتجد نفسها فى منزلها دون ان تتذكر شىء ثم ترى نشرة الاخبار فتتذكر ما حدث و بعد ان تخرج لحضور زفاف شقيقتها يتبعها رجال السى اى ايه ثم يستجوبونها فتتذكر كلام ميلر عنهم و فى الوقت المناسب يهر ميلر ليطارد رجال السى اى ايه و ينقذ جون من ايديهم لتحول جون معه مطاردة و هاربه من العدالة فتتركه و تذهب الى صديق لها يعمل بالشرطة الا ان ميلر لا يتركها بل يختطفها من صديقها كرهينة و يذهب بها لتبدأ مطاردة اخرى اعنف بين ميلر وجون من ناحية و رجال احد العصابات من ناحية اخرى .
بعد ان يتسطيع ميلر الهروب من مطارديه يخبر جون ان كل ما يحدث بسبب البطارية الصغيرة التى تحوى مصدر طاقة متجدده هائل بمثابة بديل عن الطاقة الطبيعية وبالتالى عليه ان يحمى هذه البطارية من ان تقع فى ايدى الاشرار .
مع تشابك الاحداث و دخول اطراف عدة الى الصراع على البطارية تحاول جون الابتعاد عن ميلر الا انه لايتركها و يصبحا معاً هدفاً للاستخبارات و تجار السلاح .
تنتقل المطاردات من مدينة لاخرى و من مكان لاخر فى القطارات و فى البحر و فى الجزر و فى الشوارع فى سابقات الثيران و يكمل ميلر مغامرته بمهمة جديدة مع الاحتفاظ بالبطارية و هى حماية سايمون الشاب الذى اخترع البطارية و الذى تسعى ورائة ايضا عصابات تجار السلاح .
مشاعر حب تتولد
و فى اثناء مطاردة لميلر من قبل رجال السى اى ايه يقفز ميلر فى النهر و يعتقدون خطأ انه قد غرق و يبحثون عن جثته و تعود جون الى منزلها مفتقده ميلر الذى بدأت مشاعرها تتحرك نحوه .
تعرف جون احد المنازل الامنة لميلر فتذهب اليه لاعتقادها انه لازال حى فتكتشف انه منزل اسرته حيث يعيش ابيه و امه و هناك تخبرها والديه انه قد قتل فى حرب تحرير فتتأكد ان ميلر حى و انه بإمكانه الاختباء فتقوم بحيلة حتى تعثر عليه وهى ان تتصل بعصابات تجار السلاح و تخبرهم انه تمتلك البطارية و بالفعل يتم ذلك و تختطف من قبل العصابات و هى لا تملك شيئاً الا انها تنظر ان يأتى ميلر لينقذها كالعادة منذ ان عرفته فهى احبته من مواقفه الرجوليه معها و انقاذه لها عدة مرات .
بالفعل ياتى ميلر الى مكان تجار السلاح لينقذ جون و كذلك سايمون مخترع البطارية الذى استطاعت العصابة ان تخطفه بمساعدة عميل فاسد من السى اى ايه و يستطيع انقاذهم بعد مطاردات طويلة و عنيفة يصاب فيها كل من سايمون و ميلر بطلقات رصاص ينقل على اثرها الى المستشفى ، حيث تخطفه جون من المستشفى بعد ان تخدره كما كان يفعل بها فى السابق و يذهبا سويا الى احد المدن البعيده ليتزوجا و و يبدءا عملاً جديداً بعيداً عن عالم الجاسوسية و المطاردات وهو توزيع اسطوانات الموسيقى .
كما قلنا القصة مستهلكة و قدمت باشكل عدة قبل ذلك و لم يكن بها اى جديد فى التناول ولولا اداء و نجومية توم كروز لسقط الفيلم و انصرفت عنه الجماهير فشخصية البطل العميل الخارق الذى لا يقهر باتت مستهلكة ولا تشبع رغبات المشاهدين الا بمعالجة جديدة مبتكره وهو ما لا يستطع كاتب الفيلم ان يفعله .
ان كان هناك شيء مميز فى الفيلم فهو خفة العميل السرى الذى يجسده توم كروز فمن خلال المواقف و المطارادت المختلفة فى الفيلم تظهر على استحياء مشاهد كوميدية تخفف من حدة المطارادات و وهج نيران التفجيرات و الدماء المتناثرة يميناً و يساراً بلا داعى و بلا منطق .
الفيلم يصنف ضمن أفلام الاكشن و الكوميديا مدته (109 ) دقيقة و هو ضمن قائمة البوكس أوفيس الأمريكية لأعلى إيرادات عشر أفلام أمريكية خلال شهر يوليو ।
نشرت بجريدة الوطن العمانية على الرابط التالى :
http://www.alwatan.com/index.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق