٢٠‏/٩‏/٢٠١٠

الفريق ( أ ) .. فيلم اكشن تجارى مبهر عن جنود أمريكا الخارقين

كتب ايهاب حمدى

اذا كنت ممن يتابعون الاخبار يوميا، خاصة اخبار الجنود الامريكيين فى العراق و افغانستان ، بالتأكيد لن تقتنع كثيرا بما يحاول سيناريو فيلم الفريق أ او (The A-Team ) ان يوصله اليك .

خاصة القدرات الخارقة التى يتمتع بها هولاء الحفنة من جنود المارينز الامريكيين فى الفيلم ، فمشاهد المطارادت بالطائرات فى الفضاء او على الارض بالاسلحة النارية و السيارات مهما انبهرت باخراجها الفنى و الحرفية العالية فى تنفيذها ستتلاشى سريعا بل ستتعجب كثيراً عندما تتذكر ما تقرأه او تسمعه فى الاخبار عن هزائم الجيش الامريكى فى العراق او افغانستان ، و ستسأل نفسك كثيراً اذا كان هناك فعلا جنود امريكيون يمتلكون مثل هذه القدرات الخارقة مثل هولاء الذين نشاهدهم على شاشات السينما فلم تمنى القوات الامريكية بكل تلك الهزائم التى نسمع ونقرا عنها فى الصحف ؟.

فالفيلم ببساطة يقدم وجبة دسمة من مشاهد الاكشن و المطارادات جيدة التنفيذ و التى يصل الابهار فيها حد الافتعال لمجموعة من الجنود الامريكيون اعضاء فرقة خاصة فى الجيش الامريكى يقومون بعمليات خاصة صعبة التنفيذ بل تكاد تكون مستحيلة ، الا انه اثناء تنفيذ احد تلك العمليات يتم الايقاع بهم فيسعون للانتقام و تبرئة ساحتهم .

والفيلم بالاصل مأخوذ عن مسلسل تليفزيونى بالعنوان ذاته أيضاً لاقى نجاحاً كبيراً، و كان يدور انذاك حول فرقة من العائدين من حرب فيتنام تلاحقهم المخابرات العسكرية الامريكية بسبب تهم مزيّفة وخلال هروبهم يقومون بمساعدة المظلومين من عامّة الأمريكيين والفيلم الجديد يحافظ على هذا الخط الأساسي لكنه يستبدل العراق بفيتنام.

الفريق المجنى عليه

يتكون الفريق أ من ثلاثة جنود من قوات المارينز الامريكية و قائدهم هانيبال " ليام نيسون " و تعتبر تلك المجموعة من اكفأ و افضل ضباط المارينز الامريكى ، يطلب منهم عميل للاستخبارات الامريكية وقف عملية طبع و تهريب حوالى 13 مليار دولار فى بغداد عن طريق مجموعة من المؤيدين لنظام صدام البائد حيث انهم قد استولوا على سبائك خاصة بطباعة الدولار، كان الأميركيون قد سلموها لصدام خلال الحرب العراقية الإيرانية، وبعد الاحتلال الأميريكي، استولى عليها انصارصدام ويقومون بطبع مليارات الدولارات لتهريبها .

يعرض القائد هنيبال العملية على قائدهم مارسون " جيرالد ماكرنى" فيرفض القائد مارسون و يكلف مجموعة اخرى بالعملية الا ان هانيبال يصر على تنفيذ العملية بدون غطاء قانونى او اوامر رسمية لاعتقاده بخطوره المهمة ووجوبية تنفيذهل فيعد العدة مع فريقه ليقوموا بتنفيذ العملية .

و فى اطار من الاكشن نرى هانيبال و رفاقه يقومون باستخلاص تلك السبائك من ايدى العراقيين و بشكل فيه مبالغة فى الاكشن و القتل و التفجير ثم يعودون بها مع مليارات الدولارات الى المعسكر الامريكى ليقابلوا القائد ماريسون الذى بمجرد ان ياتى بسياراته تنفجر مع السيارة التى تحوى على الدولارات و يتم محامتهم و سجنهم بتهة الاخلال بالقوانين و هكذا يقعون ضحية مؤامرة لا يعرفون اطرافها .

بعد دخولهم السجن يأتى عميل الذى طلب من هانيبال فى البداية وقف عملية تهريب الدولارات و الحصول على السبائك و يخبر هانيبال ان السبائك لازالت مفقودة و ان من خدعهم و تأمر عليهم موجود الان فى اوربا يستعد لبيع تلك السبائك و يتفقا على تهريب هانيبال و فريقه لاسترجاع السبائك مرة اخرى فى مقابل تنظيف اسمائهم ومحو ما لحق بالفريق من عار و تلويث للسمعة عن طريق وثيقة موقعة من البيت الابيض و هويات جديدة .

البحث عن الجقيقة

بالفعل يستطيع هانيبال و فريقه الهروب من السجن و يذهبون الى اوربا للقبض على العسكرى الخائن الذى دبر لهم المؤامرة و زج بهم فى السجن واستعادة الصفائح و ذلك بناء على المعلومات التى قدمها لهم عميل الاسنخبارات الامريكية و فى مشاهد اكشن خرافية مرة اخرى يستطيع الفريق ان ينجو بطائرة مسروقة خلال مطاردة فى الجو بيت تل الطائرة و مقاتلات امريكية بشكل مبالغ فيه .

يذهب الفريق الى المانيا و يستطيع ان يقبض على العسكرى الخائن و استعادة الصفائح الى انهم يكتشفون ان العسكرى الخائن ما هو الى القائد الاعلى لهم مورسن الذى رفض فى البدابة ان يقوموا بالعملية و قتل بعد عودتهم الى العسكر فى تفجير وهمى لسيارته و كذا يكتشفون اطراف اخرى فى المؤامرة لم يكونوا يتوقعونها .

المفاجات لم تنتهى بعد فبعد ان يفاوض هانيبال عميل الاستخبارات الذى سيضمن لهم تنظيف اسمائهم فى مقابل الصفائح التى استحوذوا عليها يتم الغدر بهم مرة اخرى من جانب عميل الاستخبارات حيث يرسل طائرات تقصف المكان الذى يتجمعون فيه الا انهك ينجون من القصف و يكتشفون الابعاد الحقيقة للمؤامرة و الاطراف المتأمرة و ى قيادات كبيرة فى السى اى ايه و البنتاجون و هكذا يحاولون م اخرى الاتصال بقيادة شريفة فى الاستخبارات و هى عملية كانت تطاردهم باستمرار الى ان عميل الاستخبارات الخائن يخترق المكالمة و يعلم مكان و توقيت لقاء فريق هانيبال و عملية الاستخبارات .

تبرئة ساحة الفريق

يدبر هانيبال و فريقه خطة لاستدراج عميل الاستخبارات الخائن المتأمر و كشف حيقيته لتبرئة ساحتهم و ذلك خلال لقاء الفريق و عميلة الاستخبارات فى فى الميناء الذى اتفاقا على المقابله فيه .

و بالفعل فى اطار من الاكشن و التفجير و الدمار المبالغ فيه تن الخطة حيث يتم القبض على عميل الاستخبارات بع ان يعترف لهانيبال على كل شىء و لكن يدل هانيبال فى النهاية السجن مرة اخرى مع فريقه بتهمة الهروب الغير الشرعى من السجن الا انهم يخطون للهروب مرة اخرى .

الفيلم عموما به قدر من العنف و الاكشن و التدمير مبالغ فيه ولا يهتم كثيرا السيناريو بالقصة الانسانية عبر تلك مشاهد الاكشن و التفجيرات ، كما يطرح الفيلم قضية الصراع القائم بين الاجهزة الامنية الامريكية المختلفة من خلال المؤامرات التى تحاك ضد بعضهم البعض .

بالرغم من ان الخط الرئيسى فى الفيلم بدأ فى العراق لم يولى لفيلم اي اهتماماً بما حدث فى العراق من عنف و خراب جراء الحرب الامريكية عليه كما لم يعطى خلفية درامية مناسبة عن احوال هؤلاء الجنود الامريكيين الذين عاشوا فى العراق و تاثير تلك الحرب على حياتهم الشخصية .

و كالعادة اسرف الفيلم فى اظهار صورة البطل الامريكى الخارق الذى لا يقهر و يستطيع ان يتغلب على اعدائه سواء فى البحر او الجو على على الارض و بكل الاسلحة بداية من الاسلحة البيضاء و المسدسات الخفيفة حتى المقاتلات الجوية و الدبابات .

الفيلم يصنف ضمن أفلام الاكشن و المغامرة مدته (117 ) دقيقة و هو ضمن قائمة البوكس أوفيس الأمريكية لأعلى إيرادات عشر أفلام أمريكية خلال شهر يوليو .

كتبت لجريدة الوطن العمانية

http://www.alwatan.com/index.html

ليست هناك تعليقات: