كتب إيهاب حمدي
بدأت سينما ثلاثية الأبعاد أو (3d ) في الازدهار و الانتشار في هوليوود ، حيث تنبه المنتجون و أصحاب رؤوس الأموال إلى العائدات الضخمة منها و التي تجاوزت مئات الملايين بل منها ما تجاوز حاجز المليار مثلما حدث مع فيلم المخرج العالمي جيمس كاميرون " avatar " .
و قد بدأت انتشار عروض الأفلام ثلاثية الأبعاد بفيلم " Christmas Carol " في أواخر عام 2009 ثم أعقبها فيلم " " avatar " الذي حقق الرقم القياسي فى شباك التذاكر متجاوز حاجز 1.8 مليار دولار ، ثم فيلم " Alice in Wonderland " الحاصل أيضا على ايردات تجاوزت الـ ( 300 ) مليون دولار حتى الآن .
و قد طور المخرجون من حبكات تلك الأفلام بحيث أصبحت تناسب كل أفراد الأسرة و ليس الأطفال فقط كما كان بالسابق على اعتبار أنها أفلام رسوم متحركة ، و فيلم " How to Train Your Dragon " أو " كيف تدرب تنينك " هو من نوعية تلك الأفلام ( أفلام كرتون ثلاثية الأبعاد ) التي تخاطب كل أفراد الأسرة وتطرح قيم لها.
والفيلم مأخوذ عن قصة أسطورية تحمل نفس الاسم ومأخوذة من عالم التنين والقراصنة للكاتبة كريسيدا كاول وقد قام بإخراجه كل من دين ديبلويس وكريس ساندرز
فتى مراهق
يحكى الفيلم قصة شاب مراهق اسمه " هيكوب " قام بأداء دوره في الفيلم الممثل " جاي بار وتشيل " يعيش فى قرية تسمى " بيرك " وهى قرية بدائية تعانى من غارات التنانيين عليها الذين يقتلون أفرادها الذين يلقبون بالفايكنج و يستولون على غذائها و بالتالي فقد أصبح الشغل الشاغل لأفراد القرية هو محاربة التنانين .
زعيم القرية هو والد الفتى هيكوب الذي اضجر من ابنه لأنه كلما خرج من منزله لابد أن تحدث كارثة إلا أن هيكوب فتى ذكى يجيد البحث و اختراع الأدوات الجديدة حيث اخترع آلة لصيد التنانيين و لم يخبر بها احد لان أهل القرية غالبا ما يأخذون كلامه بالاستهزاء و السخرية.
و في احد غارات التنانيين على القرية ينجح الفتى في صيد تنيين بآلته إلا انه لم يشاهده احد و لم يجد احد التنين مما عزز من الأفكار السلبية تجاه الفتى .
يقيس أهل القرية شجاعة الشباب و الرجال بمقدرتهم على قتل التنانين و بالتالي يعتقد اهالى القرية أن هيكوب فتى غير شجاع لأنه لا يجد ذلك مما جعله بدون رفقاء من البنين او البنات و يتطلع بشده لصيد تنين و إظهار شجاعته أمام اهالى القرية حتي يحظى برفقه مميزة و معاملة أفضل من والده زعيم القرية .
افهم دوافع عدوك
يتجول الفتى هيكوب في الغابة وحيداً فيرى تنين اسود مقيد فيعرف انه التنين الذي قام باصطياده بألته و لم يصدقه أهل القرية فيقترب منه محاولاً أن ينتزع قلبه ليثبت شجاعته أمام أهل القرية إلا أن نظره إلى عين التنين يجعله يتراجع عن ذلك لأنه رأى الخوف في عين التنين فيقرر إطلاق سراحه و يعود إلى القرية ليشترك في التدريبات الخاصة بتعلم قتل التنانيين و عندما يخبره المدرب أن التنين لا يأتي إلا كي يقتلك يتذكر أن التنين الأسود الذي أسره لم يقتله عندما فك أسره فيذهب إلى الغابة بحثا عن التنين و بالفعل يجده مريضا حيث كسر ذيله ولا يستطيع الطيران أو الحصول على غذاء فيجلب له غذاء و تنشأ علاقة اقرب إلى الصداقة بين الفتى هيكوب و التنين الأسود .
يخترع الفتى للتنين ذيل صناعي و ينجح التنين في الطيران و يمتطى هيكوب التنين و يتجول به في السماء في مشاهد رائعة شيقة للمشاهد على غرار مشاهد طيران التنانيين في فيلم افاتار حيث يحقق الفيلم في تلك النقطة متعة بصرية متميزة .
على الجانب الأخر يذهب والد جيكوب زعيم القرية بالفايكنج الأشداء لمهاجمة عش التنانيين و القضاء عليه حتى تبعد التنانيين عن القرية و في تلك الأثناء يظهر جيكوب تفوقاً على أقرانه في عمليات التدريب على قتل و اسر التنانيين نتيحة لتعلمه من صديقه التنين الأسود .
يأخذ التنين الأسود جيكوب إلى عش التنانين ليشاهد بنفسه ماذا يحدث بالطعام الذي تستولي عليه التنانين ليرى أن التنانين تلقيه إلى تنين ضخم جداً بمثابة كبير التنانين و أنهم مجبرون على ذلك و إلا أكلهم ذاك التنين الضخم مما يجعل جيكوب يفهم أن التنانين ليس عدواً لشعب الفايكنج و إنما هي مجبرة على جمع الطعام للتنين الكبير وما يعزز تلك الرؤية عند جيكوب صداقته للتنين الأسود و صغار التنانين فيحاول أن يفهم اهالى القرية ذلك .
إنقاذ القرية
يستهجن اهالى القرية أراء جيكوب و يتم اسر التنين الأسود صديق جيكوب عندما يحاول إنقاذ جيكوب من تنين أخر كان جيكوب يتدرب عليه و تذهب اهالى القرية إلى عش التنانيين للقاء عليه و تفشل في ذلك و يخرج لها التنين الضخم الذي يحرق مراكبهم و يشرف على قتلهم جميعاً .
يقنع جيكوب أقرانه بآرائه و يخرج التنانيين الصغيرة التي كانوا يتدربون عليها و يروضها جيكوب سريعا و يجعل أقرانه كل منهم يمتطى تنيناً و يذهبوا جمعيا لإنقاذ اهالى القرية من التنين الضخم و بالفعل ينجح جيكوب و أقرانه في القضاء على التنين الضخم بمساعدة التنانيين الصغيرة و التنين الأسود بعد أن حرره من قبضة اهالى القرية وسط مشاعر فرحة و ابتهاج و نظرات إعجاب من اهالى القرية لجيكوب الذين كانوا يعتقدون انه جبان وان آراءه خاطئة .
يقدم الفيلم رسالة مباشرة للبالغين بأن يفهموا دوافع أعدائهم أولا حتى لا تدوم العداوة بينهم فعلى الجميع التعمق في فهم و دراسة عدوه قبل أن يشرع في محاربته.
فضلا عن ضرورة تقديم العون و التشجيع لأفكار الصغار و يحذرنا الفيلم من أن نقع في خطأ تسفيه و تقليل أهمية أفكار الأطفال الصغار فربما تكون أفكارهم عوناً لنا كبيراً مثلما حدث مع جيكوب الذي أنقذ اهالى قريته .
كما يوجه الفيلم رسالة للأطفال بعدم اليأس من تقبل الآخرين لأفكارنا و علينا أن نحاول مرة و اثنين حتى نقنع الآخرين بجدوى أفكارنا وان لا نسلم مطلقاً بالأحكام المسبقة العامة على الأشياء .
في النهاية نستطيع أن نقول أن الفيلم حقق متعة بصرية جيدة و حبكة فنية متميزة تصلح لان يشاهدها كل أفراد الأسرة.
يصنف الفيلم ضمن أفلام الرسوم المتحركة و الكوميديا و الخيال العلمي ومدته ( 98) دقيقة وهو ضمن قائمة البوكس أوفيس الأمريكية لأعلى إيرادات عشر أفلام أمريكية لشهر ابريل ।
كتبت لجريدة الوطن العمانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق