يكرس فكرة تفوق الغرب على الشرق
كتب إيهاب حمدي
تلعب السينما الأمريكية دوراً بارزاً في ترسيخ صورة نمطية عن الأمريكيين أنفسهم و عن الجيش الامريكى مفادها أنهم هم مخلصوا البشرية من الأخطار المحدقة بهم ومن الإرهابيين المتربصين بالعالم ، فتنتج الأفلام التي تتحدث عن إنقاذ الأمريكيين للبشرية من الاحتلال من قبل كوكب أخر أو من هجوم ارهابى نووي ، أو من كوراث طبيعية ضخمة .
فضلاً عن ترسيخ أسطورة الامريكى القادر على هزيمة اعدائة سواء من بنى جنسه أو من الغرباء فهو القاهر الذي لا يغلبه احد خاصة إذا كان ( احد ) هذا من الشرق ، و من هذه الفكرة ينطلق فيلم "iron man 2 " او " الرجل الحديدي 2 " لمخرجه " جون فابيو" .
و يمثل الفيلم الجزء التانى لفيلم "الرجل الحديدي" الذي عرض العام الماضي لنفس المخرج و نفس البطل
" روبرت دوني جونير " الذي كان يلعب فيه شخصية توني ستارك مؤسس ومالك مؤسسة ستارك للأسلحة الذي يقع في الأسر أثناء ذهابه إلى أفغانستان لتسويق سلاح جديد مما يدفعه غلى اختراع بدلة حديدية يستطيع من يرتديها أن يطير بها للهرب بها من اسر الأفغان له .
و بعد أن ينجح في ذلك يعيد التفكير في مؤسسته التي تبيع السلاح لكل الأطراف مما يجعله يرفض هذه السياسية مجدداً و يتحالف ضده الشركاء و في النهاية ينتصر عليهم جميعاً .
صراع مع الحكومة
في الجزء الثاني من فيلم الرجل الحديدي الذي نحن بصدده تتحول القصة لتتجه الى صراع قانوني بين مالك مؤسسة ستارك وهو توني ستارك و بين الحكومة الأمريكية على الحصول على بدلة الرجل الحديدي حيث يرفض تونى ستارك أن يكشف أسرار هذه البدلة للحكومة أو الجيش الامريكى لأنه يعتقد أنها بذلك من الممكن أن تقع في الايدى الخطأ و تسبب كوراث .
و يحدث أن يقع تونى ستارك تحت ضغوط كبيرة من الحكومة و الإعلام للكشف عن الأسرار و لكنه ينجح في أن يحتفظ بها ولا يعلن عنها رغم المحاولات المتكررة لمندوب الحكومة الأمريكية جوستين هامر "سام روكويل "للتعرف على تلك الأسرار و استغلالها امريكياً .
صراع الشرق و الغرب
بعد ان ينجح تونى ستارك في الحفاظ على أسرار بدلته الحديدية يكتشف أن هناك شخص أخر روسي الجنسية ايفان فانكو " ميكي رورك" يمتلك بدلة مشابه لبدلته يحاول أن يستخدمها للتخلص من تونى ستارك نفسه خلال سباق سيارات حيث تستطيع البدلة الخاصة بإيفان فانكو المزودة بأسلاك ليزرية شق السيارات إلى نصفين و قتل من بها و لكنه يفشل في القضاء على الرجل الحديدي و يتم احتجازة من قبل الحكومة الامريكة و نعرف انه أراد قتل تونى ستارك لينتقم منه لأن عائلته دمرت على يد اب تونى وهو هيوارد المؤسس الاول لمؤسسة ستارك .
نعرف أن جوستن هامر مندوب الحكومة الأمريكية يمتلك شركة أسلحة أخرى تنافس شركة ستارك فيخطف الروسي إيفان فانكو ليستفيد منه في صنع بدلات جديدة تتغلب على بدلة تونى ستارك او الرجل الحديدي حيث يقدم له كل التسهيلات لذلك .
تفوق الامريكى( الغربي ) على الروسي ( الشرقي )
ينجح بالفعل الروسي إيفان فانكو في صنع العشرات من الرجال الآليين الذين يرتدون بدلات حديدية و لكنه يستخدمهم لقضاء على أمريكا حيث يتحكم بهم جميعاً عن بعد فنرى أثناء عرض مندوب الحكومة للمجموعة الجديدة من المقتلين الأمريكيين الآليين فى نيويورك يتحول الحفل إلى ساحة قتال حيث يوجه الروسي هؤلاء الآليين عن بعد لقتل تونى ستارك و تدمير نيويورك و يتصدى لذلك الرجل الحديدي و صديقه الامريكى الأسود الضابط العسكري جيمس " دون تشيدل " الذي اخذ منه بدلة حديدة و يستطيع الأمريكيان أن يتغلبا على كل الروبتات المخربة بمساعدة سكرتيرة تونى ستارك ناتالي " سكارليت جوهانس " التي تستطيع أن تدخل إلى معمل تصنيع تلك الروبتات و توقف برمجتها بينما يتبقى في النهاية صراع قوى بين الرجل الحديدي و صديقه من جهة و بين الروسي الذي ارتدى بدله متطورة بها أشعة ليزر فتاكة من جهة أخرى إلا أن الرجل الحديدي الامريكى يستطيع القضاء عليه و تخليص البشرية من شروره كالعادة في الأفلام الأمريكية .
حقق الفيلم متعة بصرية للمشاهدين خاصة مع استخدام مؤثرات صوتية متميزة و تميز الفيلم بمشاهد الاكشن حيث أتضح فيها الإخراج المتقن من خلال دقة حركات الرجل الحديدي و الروبوتات .
الفيلم يصنف ضمن أفلام الاكشن و المغامرات و الإثارة مدته (124) دقيقة و ضمن قائمة البوكس أوفيس الأمريكية لأعلى إيرادات عشر أفلام أمريكية خلال مايو ।
كتبت لجريدة الوطن العمانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق