العلاقة بين الزوجين و الملل الذي قد يعترى تلك العلاقة نتيجة لخمود جذوة الحب بينهما أو نتيجة لتكون أراء أو أفكار أو انطباعات سلبية تجاه احد الزوجين من الأخر أو الروتين اليومي الذي يسبب حالة من الركود و الملل والضيق بين الزوجين مما قد يؤدى إلى الطلاق هي محور حديث فيلم " DATE NIGHT " أو " ليلة المواعدة " .
تدور أحداث الفيلم الذي أخرجه الكندي" شون لفي" عن سيناريو مكتوب خصيصا للسينما بقلم جوش كلاوزنر في مدينتى نيوجيرسى و نيويورك حيث يعمل و يعيش الزوجين فِيل" ستيف كارل " وكلير "وتينا فاي " في نيوجيرسى حياة هادئة مملة رغم أنهما يحبان بعضهما فالسيناريو في مشاهده الأولى يكشف لنا عن علاقة الأسرة ببعضها فالأب فيل يعمل محاسباً و الأم كلير تعمل وكيلة عقارية ومعهما طفلين يجتمعون معاً مع أسرة صديقه لهم كل أسبوع نعرف أنهم يعيشون حياة روتينية رتيبة فيقرران أن يجددا أيام حبهما الأولى حيث اللقاءات في المطاعم و التنزه معاً فتغير الزوجة من شكلها حيث تخلع نظارتها الطبية و ترتدى فستاناً جديداً مثيراً و يذهباً سوياً للعشاء في احد مطاعم منهاتن بنيويورك .
موعد غرامي
ولأنهما فى موعد غرامي مميز يقررا أن يقضيا سهرتهما في احد اكبر و أفخم مطاعم منهاتن ، إلا أنهما حينما يتواجدون هناك يجدون انه لا توجد حجوزات لهم فالمطعم كله محجوز رغم غلاء أسعاره المبالغ فيها فيقرر الزوج في إصرار منه على قضاء الليلة أن يستوليا على احد التربيزات التي تأخر عنها أصحابها و هنا تبدأ المفارقات حيث يأتي إليهما شخصين فظين يخرجاهما من المطعم فنعرف أن الزوجين الذين استوليا على تربيزتهما مطلوبين من قبل عصابة كبيرة لسرقتهما فلاش ميمورى من العصابة و على ذلك يهدد الشخصين الزوجين بالقتل إن لم يعطيعهما الفلاش ميمورى و يحاول كل من فيل و كلير ان يشرحا للرجلين أنهما استوليا على التربيزة و أنهما ليسا هما الزوجين السارقين إلا أن محاولتهم تبوء بالفشل فيجاريهما للهروب منهما و ينجح الزوجين في ذلك بعد حيلة بسيطة و يتوجها إلى الشرطة للإبلاغ فيجدان الشخصان هناك و يعلمان أنهما من الشرطة .
الإصرار على الحياة و المقاومة
يضطرب الزوجان مما حدث ولا يعرفان ماذا يفعلا فيقرر الزوج انه لا حل سوى ان يجلبا الفلاش ميمورى الى العصابة عن طريق تتبع أسماء و عناوين الزوجين الأصليين صاحبا التربيزة بالمطعم و بالفعل يذهبا و ينجحا فى الحصول على الاسم و رقم التليفون و هنا تستعين الزوجة بعميل قديم لها كان يساعد الشرطة فى البحث و التحري اسمه هولبروك " مارك والبيرغ" لمعرفة عنوان الزوج من خلال اسمه و رقم تليفونه و هما هناك يأتي رجال الشرطة المتورطين مع العصابة إلى بيت عميل الشرطة لأنهم يتتبعون مسار الزوجين إلا أنهم يستطيعا الهرب بسيارة هولبروك و يذهبا إلى بيت الزوجين الأصليين ثم يحصلا على الفلاش ميمورى و فى مطاردة لهما بالمسدسات من قبل الشرطيين الفاسدين يفقدان الفلاش ميمورى بعد أن يرى فايل ما بداخلها و يعرف أنها مجرد صورة خليعة للمحافظ فيقرر الذهاب إلى المحافظ ليطلعه على الأمر بعد أن يبلغ الشرطة بمساعدة عميل زوجته هولبروك و بالفعل يتم القبض على العصابة و المحافظ .
الحب يولد في المخاطر
من الأشياء المميزة في الفيلم هو رؤيتنا للحب و المشاعر الجميلة تتولد بين الزوجين في أحلك لحظات الفيلم و أكثرها خطراً أثناء مطاردة أفراد العصابة لهما فنرى الزوج تتحرك غيرته على زوجته حينما يرى عميلها القديم الذي ذهبا إليه ليساعدهما و يرى تعامله معها فيصاب بالغيرة من ذلك و نراهم الاثنين في السيارة أثناء هروبهما من أفراد العصابة و هما يتكاشفان أمام بعضهما و يسرد كل منهما ماذا يضايقه من الأخر و ماذا يريد منه، كما نراهم معاً يتعجبون و يستثارون من طريقة حب الزوجين اللصين حينما ذهبا اليهما لاستعادة الفلاشة منهما فتصيبهما الغيرة منهما و يتمنيا أن يصبحا مثلهم .
و هكذا فنرى العديد من المواقف القاسية التي يتعرض لها الزوجان فينبت بينهما الحب من جديد و تتجدد حياتهم .
ولا شك أن الفيلم كان به العديد من المواقف الكوميدية المتميزة التي لم تعتمد على الافيه و لكن على الموقف ذاته مما صبغ الفيلم بلمسة مميزة ميزته عن فيلم صائد الجوائز الذي عرض مؤخراً و الذي يتناول قصة قريبة من قصة هذا الفيلم فالتميمة الأساسية لكلا الفيلمين هي تولد مشاعر الحب و المشاعر الدافئة أثناء تعرض الزوج و الزوجة لمواقف خطرة و تهديد مستمر .
وقد نجح الفيلم في الإشارة إلى ضرورة مكاشفة الأزواج لبعضهم البعض و ضرورة أن يجدد كلاهما حياته للاستمرار في الحياة دون مشاكل ودون أن يصاب احد بالملل و الضجر الذي قد يؤدى إلى الانفصال مثلما حدث مع الزوجين صديقا فيل و كلير .
الفيلم يصنف ضمن أفلام الكوميديا والرومانسية و الإثارة مدته (88) دقيقة و متصدر ثالث قائمة البوكس أوفيس الأمريكية لأعلى إيرادات عشر أفلام أمريكية حتى الأسبوع الأخير من فبراير .
كتبت لجريدة الوطن العمانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق