١٥‏/٦‏/٢٠١٠

"انتقام الفراء " .. الطبيعة تدافع عن نفسها


كتب إيهاب حمدي

ماذا تفعل إذا ما تعرضت مثلاً لهجوم من أخر سواء عليك شخصياً أو على موطنك ؟ بالتأكيد ستهب لتدافع عن نفسك و أرضك ، و قد انتجبت هوليوود العشرات من الأفلام حبكتها الرئيسية تمثلت في دفاع سكان كوكب الأرض ضد الاعداء من كواكب أخرى .

في فيلم " Furry Vengeance " أو " انتقام الفراء " الوضع مشابه و لكن من يتعرض للاعتداءات ليسو بالطبع سكان الأرض و لكنها الطبيعة و الغابات و من يقطنها من حيونات و طيور فكان من حقها أن تتحد لتدافع عن نفسها ضد أعدائها .

فالفيلم بسيط في تركيبته جداً حيث يدور حول شركة للتطوير العقاري قررت أن تتخذ من غابة شجرية مشروعاً سكنياً لها بما يستوجب إزالة الغابة بالكامل لعمل المشروع العقاري فتعرف الطيور و الحيونات بتلك النوايا و تحاول أن تدافع عن غابتها التي تعيش فيها .

شركة انتهازية

تأخذ شركة تطوير عقاري عقود مشروعات عقارية بولاية أوريغون وهى الشركة المملوكة ل نيل ليمان (كين جيونغ ) الذي يطلق عليه "ملك الخضرة " لاهتمامه الكبيرة بتوفير مساحات كبيرة خضراء في مشروعاته العقارية و لاهتمامه بالبيئة و لكنه فى هذا المشروع يكشف عن حقيقته الانتهازية حيث يعمل على تحويل غابة كبيرة الى مشروع اسكانى كبير منخفض التكاليف لمواجهة أزمة العقارات في أمريكا و في سبيل ذلك يأتي بمهندس امريكى من شيكاغوا للإشراف و إدارة هذا المشروع .

عائلة وسط الغابة

المهندس دان ساندرز (بريندان فريزر) هو المهندس المسئول عن المشروع يصطحب زوجته تامي (بروك شيلدز) مدرسة العلوم و ابنه تايلر (مات بروكوب) الساخط على العيش في وسط تلك الغابة بدون أصدقاء أو معارف مما يجعله متذمرا دائماً .

يؤكد دان لزوجته وولده أن إقامتهم في الغابة لن تطول أكثر من عام واحد و لكن نتيجة لان الشركة المنفذة قررت استكمال مشروع عقاري كبير تغريه بالمال لكي يستمر في العمل لمدة أربعة سنوات ، و في الوقت نفسه نرى زوجته تامي تتفاعل مع أهل المنطقة و تشترك معهم في الأعمال التطوعية .

مواجهة شرسة

بدأت المواجهة بين المهندس دان وبين ساكنى الغابة من الحيونات و الطيور مبكراً حيث تعرف الحيونات و في مقدمتها حيوان الراكون بنوايا الشركة و المهندس فيعملون على إبعاد المهندس عن المشروع فتتحد الحيوانات و الطيور لمهاجمة المهندس و التضييق عليه بدا من إزعاجه أثناء النوم حتى لا يستمتع بنومه و مروراً بإلقاء الفضلات على سيارته و الركوب معه داخل السيارة و التشويش عليه حتى يقوم بعدة حوادث أثناء القيادة .

و تقوم الحيونات بحيل كثيرة و متعددة جاء اغلبها مضحكاً حتى يتصور الآخرون أن المهندس قد أصيب بمرض نفسي يجعله يعتقد أن الراكون يريد أن يقتله مما يؤدى إلى ذهابه إلى طبيب نفسي حتى تزول تلك المخاوف و لكن لا جدوى لان تلك المخاوف حقيقة و لكن لا يراها إلا المهندس نفسه نظراً لإتقان الحيونات مهاجمة دان وهو وحيداً دون ان يراهم احد .

يعقد دان العزم على حبس كل حيوانات الغابة في أقفاص خاصة بهم لأنه يستعد لعرض مشروعه أمام رئيسه و شريكه الذي سوف يحضر المهرجان السنوي للغابة لإمضاء اتفاق الشراكة فيكلف شركة خاصة لتعقب و القبض على تلك الحيوانات و بالفعل يبدأ المهرجان الذي تنظمه زوجته مع اهالى الغابة و تسير الأمور على ما يرام حتى تأتى زوجته و ابنه و صديقة ابنه بعمل دعاية مضادة داخل المهرجان تنتقد مشروعات التطوير العقاري و إزالة الغابة .

لحظة الكشف

يُصدم دان و يذهب إلى مكان حبس الحيوانات فيرى حيوان الراكون و معه أبناءه الصغار فيعرف في لحظة كشف أن تلك الحيوانات إنما تهاجمه من اجل الحفاظ على بيئة صغارها فيتعاطف معهم و يطلق سراحهم جميعاً ليذهبوا إلى مكان المهرجان وتقوم الحيوانات بإفشال المهرجان و بالتالي توقيع عقد الشراكة في مشاهد كوميدية تشبه هجمات الطيور و الحيونات بهجمات جيش منظم من المشاة و سلاح الجو و يفشل المشروع بعد ان يقتنع المهندس انه كان ينصاع لرغبات مدير انتهازي يهدف إلى تحقيق مكاسب بأي شكل دون الاهتمام بالبيئة .

و بالرغم من أن الفيلم كوميدي يستهدف شريحة الأطفال الصغار الذين يتفاعلون مع حركات الحيونات المختلفة إلا انه يعتبر داعماً لجمعيات حماية البيئة حيث ينتقد الفيلم قطع الأشجار و الغابات لإحلال محلها مشروعات سكنية و يعتبر الفيلم بمثابة تحذير لأصحاب الشركات من القدوم على تجريف الغابات لبناء تجمعات سكنية الفيلم يحمل رؤية و معالجة بها الكثير من الفانتازيا موجهه لأفراد الأسرة خاصة الصغار .

الفيلم يصنف ضمن أفلام الكوميديا مدته (92 ) دقيقة و هو ضمن قائمة البوكس أوفيس الأمريكية لأعلى إيرادات عشر أفلام أمريكية خلال شهر مايو ।



كتبت لجريدة الوطن العمانية

http://www.alwatan.com/index.html


ليست هناك تعليقات: