• الدراما الهندية في محاولة لتصحيح صورة الإسلام :
• " أسمى خان " .. يصحح صورة الإسلام و يرصد انتهاكات الغرب ضد المسلمين
كتب ـ إيهاب حمدي
لسنوات طويلة ظل الكثير من الباحثين و الخبراء المهتمين برصد علاقة الإسلام بالغرب ينادون بضرورة اتخاذ المسلمين خطوات ايجابية و فعالة لتصحيح صورة الإسلام و المسلمين في الغرب عامة و في أمريكا خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر .
قدمت محاولات كثيرة لتصحيح الصورة من طبع كتب و نشرات إلى زيارات ميدانية و تنظيم ندوات ومؤتمرات لكننا لم نطرق باب الدراما و الفن السينمائي و لم نستغله في تصحيح الصورة بالرغم من أن اصل الخلط عند الغرب بين الإرهاب و الإسلام ناتج عن الخلط في الأعمال الدرامية و السينمائية الغربية .
من هنا تأتى أهمية الفيلم الهندي الناطق باللغة الإنجليزية my name is khan " " أو " أسمى خان " ، فهو يعتبر من باكورة الإنتاج الدرامي السينمائي الذي يعنى بتصحيح صورة الإسلام في الغرب و رصد التمييز و الانتهاكات التي تعرض لها المسلمون في أمريكا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر .
بداية الحكاية
تبدأ أحداث الفيلم الذي كتبه السيناريست الهندي " شيباني باثيجا " و أخرجه الممثل و المخرج الهندي
" كاران جوهار " من مطار بأمريكا حيث موظفي الأمن يفتشون ذاتياً كل من يمر عبر البوابة و حينما يتقدم رضوان خان الذي يقوم بدوره الممثل " شاه روخ خان " وهو شاب الهندي المريض " بداء التوحد " ذو ملامح آسيوية يتم احتجازه و اقتياده إلى غرفة استجواب حيث يتم فيها تفتيشه ذاتيا و استجوابه مما يفقده موعد طائرته المتجه إلى واشنطن .
يتم الإفراج عنه بعد التأكد من سلامته امنياً و ينتقد تعامل امن المطار معه والذي بدوره يسأله عن سبب رغبة في الذهاب إلى واشنطن في الميعاد المحدد فيعلن انه ذاهب لملاقاة الرئيس الامريكى ليخبره برسالة خاصة هى انه اسمه خان وانه ليس ارهابياً .
فلاش باك
يذهب رضوان الى محطة الاتوبيس فى انتظار الرحلة القادمة الى واشنطن وهناك يخرج مفكرته الصغيرة و يبدأ فى تدوين مذكراته ومنها نعود معه الى طفولته فى الهند فى " فلاش باك " طويل حيث نراه طفل لم يتعدى العاشرة مريض بمرض لا نعرفه ولكننا نرى اعراضه عليه وهو الخوف الشديد من الضوضاء و الاصوات العالية مما يجعله موضع السخرية و الاستهزاء من زملاءه فى المدرسة التى ينقطع عن الذهاب اليها .
يعايش الطفل الصغير العلاقة المتوترة بين المسلمين و الهندوس فى الهند فيعلن عن رغبته لقتل الهندوس فتعلمه امه حكمة تظل معه طوال حياته مفداها انه لا فرق بين الناس من حيث العقائد ولكن الفرق يكمن فى انسان " خيّر " و اخر " شرير " .
تكتشف امه فيه قدرته على حفظ الارقام و الاسماء و الكلمات الانجليزية كما تكتشف ذكاءه المبكر فتأخذه الى مدرس متفرغ ليعلمه وتتوسل المدرس ان يقبل تعليمه لانه ولد ذكى وهو ما يكون فيبدأ المدرس فى اكسابه المعارف المختلفة و تظهر نبوغة رضوان مبكراً حينما يبتكر حلاً لصرف المياه المتراكمة امام منزل معلمه مما يجعل الوصول اليه صعباً و شيئاً فشيئاً يتعلم رضوان صيانة الاجهزة و المعدات المختلفة حتى يصبح مقصد اهل البلد لتصليح اجهزتهم و اشيائهم و فى نفس الوقت يلاقى راضوان رعاية و اهتمام كبير من والدته مما يجعل اخيه الاصغر يغار منه .
يكبر رضوان و يكبر اخيه حتى يبلغ الثامنة عشر فيذهب الى امريكا فى منحة دراسية و يظل هناك و يتزوج و يعيش ولا يعود الى ان تموت والدته فيرسل لاخيه رضوان ليأتى اليه فى امريكا .
حياة جديدة
يسافر رضوان الى اخيه فى امريكا ليبدأ حياة جديدة حاملاً معه نقاءه و فطرته الخيرة و حكمة والدته التى لا تفارقه حيث يستقر فى شقة اخيه و ترعاه زوجة اخيه و تكتشف حقيقة مرضه و تضع له حلاً حتى لا يخاف من الاماكن الجديدة عليه و التى هى من اعراض مرضه ، بينما يوفر له اخيه عملاً بسيطاً كمندوب مبيعات لمستحضرات التجميل فى الشركة التى يعمل بها اخيه .
يتطلب عمله ان يزور صالونات الكوافير و التجميل و من تلك الصالونات يتعرف على مانديرا التي تقوم بدورها الفنانة الهندية " كاجول" وهى فتاة هندية هندوسية تعمل بصالون تجميل فيتعرف عليها و تنشأ بينهم قصة حب و يتعرف على ابنها من زواجها الاول وهو سمير او سام حيث يصبح بالنسبة له صديقه الوحيد فى امريكا .
سرعان ما يقرر ان يتزوج رضوان المسلم من الفتاة الهندوسية و يواجه اعتراض شديد من اخيه الذى يهدده بقطع علاقته معه اذا ما تزوج بها لانها تخالفه فى العقيدة و لكنه يحبها و يعمل دائماً بحكمة والدته انه لا فرق بين الناس فى العقائد و يتم الزواج و ينتقل للعيش معها فى محل سكنها مع ابنها سمير فى
" سان فرانسيسكو "
و يتفرغ لرعاية سمير حيث تتوطد به علاقته تماماً بينما تمر الحياة هادئة داخل الاسرة حتى يتم تفجير برجى التجارة العالميين بأمريكا وهى ما تعرف بأحداث الحادى عشر من سبتمبر .
ضحية التعصب
ومن هنا تنقلب حياتهم الهادئة و حياة المسلمين فى امريكا راساً على عقب حيث تطرد زوجته من العمل و تظل تبحث على عمل بينما تحدث مضايقات كثيرة لابنهم سام فى مدرسته و يستمر الفيلم فى عرض مجموعة من نماذج التمييزو الاضطهاد ضد المسلمين فى امريكا بعد احداث 11 سبتمبر كالتحرش بأصحاب المحلات المسلمين و نزع حجاب زوجة اخ رضوان و السخرية منها واتهام الاعلام و المدرسين بالمدارس الاسلام بأنه دين ارهابى يحض على العنف .
و فجأة يتعرض الابن الوحيد لهم سام الى حادثة قتل بشعة على يد عدد زملاء المتعصبين فى المدرسة لانه يحمل اسم خان المسلم .
فتنهار الزوجة لمقتل ابنها و تثور فى وجه رضوان و تطلب منه المغادرة لانه السبب فى مقتل ابنها لانه لولا زواجه منه لما حما ابنها اسم خان المسلم الذى قتل بسببه .
وفى براءة الاطفال يسأل خان زوجته متى يعود اليها فتخبره انه اذا استطاع ان يخبر الشعب الامريكى و الرئيس الامريكى ان اسمه خان و انه مسلم و ليس ارهابى و ان ابنها ليس ارهابى بعد ذلك يستطيع العودة .
رحلة البحث عن البراءة
يغادر رضوان منزله زوجته باحثاً عن الرئيس الامريكى ليقابله و يبلغه الرسالة حتى يعود لزوجته بينما تبدأ زوجته فى البحث عن قتلة ابنها .
يتجول رضوان فى المدن الامريكية وراء الرئيس الامريكى الا انه كل مرة يفشل فى لقائه و يعمل احياناً فى تصليح السيارات على الطريق حتى يجمع مالاً ينفق منه و يذهب وخلف الرئيس الى جورجيا و يقابل هناك سيدة عجوز و ابنها و يعيش معه بضع ليالى ثم يغادر متجهاً الى لوس انجلوس حيث سيلقى الرئيس الامريكى خطاباً مهماً و هناك يتعرف على جماعة ارهابية بقايدجة طبيب مسلم فى احد المساجد فيبلغ عنهم السلطات و يذهب للقاء الرئيس .
يأتى الرئيس الى مكان الخطاب و ينتظره رضوان ثم ما ان يراه اتياً حتى ينادى عليه بصوت عالى ثم يرردد " اسمى خان و لست ارهابياً " يرددها عدة مرات فيلقى القبض عليه فى الحال و يوضع فى السجن و تمارس ضده العديد من انواع التعذيب الى ان يتعاطف معه احد الاعلاميين و يعرض قضيته على الرأى العام فتفرج عنه السلطات .
و يستمر فى رحلة البحث عن الرئيس لاخباره بالرسالة وفى اثناء ذلك يسمع بخبر اعصار مدمر فى جورجيا فيتذكر السيدة العجوز و ابنها و يشعر انهم بحاجة الى المساعدة فيذهب الى هناك و يحاول مساعدة المنكوبين من جراء الاعصار و يتبعه الى هناك عدد من الصحفيين و الاعلاميين لمتابعة قصته حتى تصبح قصته فى مقدمة نشرات الاخبار فهذا الشاب المسلم الذى كان محتجزاً للاشتباه بانه ارهابى هو نفسه الان يساعد و يقود حمله لمساعدة المنكوبين فى جورجيا و يتفاعل معه عدد من المسلمين و يأتون لاغاثة المنكوبين .
أسمى خان و لست إرهابيا
يأتى الرئيس الى جورجيا لاقاء خطاب و قد تغير الرئيس خلال فترة البحث من جورج بوش الى اوباماحيث يقابله و يبلغ رسالته انه اسمه خان و انه مسلم و ليس ارهابى وان ابنه ليس ارهابى و يواسى الرئيس الامريكى زوجته ام سام التى جاءت الى جورجيا للالتحاق برضوان معلناً عن اسفه عن فقد ابنها و مشيداً بجهود رضوان فى اغاثة المنكوبين .
نجح الفيلم فى تسليط الضو على التمييز الذى حدث ضد المسلمين عقب احداث 11 سبتمبر كما نجح فى اظهار صورة الاسلام و المسلمين الحقيقة التى تنبذ العنف و التطرف و تدعو الى السلام و النقاء و مساعدة المحتاجين و انه من الخطأ وصف الاسلام بالارهاب .
و قد استطاع الفليم ان يخرج من اكلاشيهات السينما الهندية حيث الرقصات و الاغنيات المقحمة و الميلودراما المكثفة فجاء ت اغنيات الفيلم متسثه تماماً مع الاحداث دون حشو او مبالغة .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق