١٩‏/٢‏/٢٠١٠

" Edge of Darkness " .. البحث عن تفاصيل حياة عزيز لدينا بعد ان نفقده

كتب ـ إيهاب حمدي
يمثل "Edge of Darkness " أو حافة الظلام عودة قوية للمثل ميل جيبسون الذي توقف عن العمل منذ ثماني سنوات بعد آخر أفلامه «signs» في 2002 ثم تعديه على الشرطة الأمريكية لتوقيفه وهو يقود سيارته وهو مخمور .
" جيبسون " هنا يقدم قصتين متوازيتين طيلة أحداث الفيلم الأولى إنسانية من الدرجة الأولى عن أب ملكوم بفقد ابنته الوحيدة و الثانية نتكشفها شيئا فشيئا عن مؤامرة كبرى تتورط فيها احد الشركات الكبرى بالولايات المتحدة الأمريكية وذلك بمعاونة سيناتور امريكى .

تبدأ أحداث الفيلم الذي كتبه كل من الامريكى " وليام موناهان" و الاسترالي " اندرو بوفل " و أخرجه النيوزلندي " مارتن كامبل " من مدينة بوسطن حيث يعيش توماس كرافن ( ميل جيبسون ) ضابط الشرطة الذي يعيش بعيداً عن ابنته ايما (بوجانا نوفاكوفيتش ) التي تأتى في زيارة له ثم لم تلبث حتى يظهر عليها اثر الإعياء الشديد ثم تصيبها رصاصة أمام باب منزلها أمام والدها الذي يصعق لما رآه .

تتوالى التحقيقات عن مقتلها و تتجه إلى أنها قتلت خطأ و ان المقصود هو والدها ضابط الشرطة إلا انه يدرك ان الأمر ابعد من ذلك و يحاول الوصول إلى أسباب مقتلها عن طريق الاتصال بأصدقائها و زملائها في العمل .

تتكشف الأمور شيئا فشيئا فندرك أنها كانت تعمل لصالح شركة نورث مور وهى شركة أبحاث أمريكية تجرى بعض الأبحاث و تطوير الأسلحة النووية لصالح الحكومة الأمريكية وهى شركة يرأسها جاك بينت (داني هيوستن ) الذي يرتبط بعلاقة عمل سرى غير شرعي مع سيناتور امريكى يحمى ظهره .

يكتشف توماس كرافن ان ابنته قد اطلعت على أسرار خطيرة تمس الأمن القومي الامريكى و وحاولت الإبلاغ عن مخالفات الشركة التي تطور أبحاث أسلحة نووية لدول أجنبية إلا أنها فشلت في ذلك بل قد تم النظر إليها على أنها قد خالفت قواعد السرية في العمل و انتهكتها لذا قد تم التعامل معها على أنها تهديد ارهابى خطر يجب التخلص منه .

يدبر جاك بينت حادثة القتل لها بعد ان وضع لها سماً حتى يتبين ان قتلها جاء خطأ ومن هنا يحاول توماس التوصل إلى خيوط المؤامرة و يكشفها بعد سلسلة من المطاردات و الإثارة جيدة الصنع أبدع فيها المخرج النيوزلندي " مارتن كامبل " .

نحن هنا أمام قصتين أو بالاحرى فيلمين داخل بعضها الأول الانسانى البحت الذي يجسد معاناة توماس الحزين الذي فقد ابنته أمام عينيه بعد فترة فراق كبيرة ( حيث كانت تعيش بمفردها بعيدا عنه ) فنرى تعبيرات وجهه الحزينة طيلة أحداث الفيلم حتى مشيته الهادئة التي بها مسحة حزن دليل على الحالة الإنسانية التي بداخله ثم الرؤى الكثيرة التي تحدث له سواء في اليقظة أو المنام ، حينما يجلس في الحديقة يرها تحدثه حينما يحلق ذقنه يتذكرها و هي صغيرة تداعبه ، حتى وهو على فراش الموت يلفظ أنفاسه الأخيرة يرها تأتيه و تحتضنه و يذهب معها معافى البدن خارجاً من المستشفى يده في يدها ، نحن هنا أمام حالة إنسانية رائعة تعبر بصدق عن معاناة فقد عزيز على الإنسان .

على الجانب الأخر نرى قصة المؤامرة التي تقع ضحيتها الابنة أيما و يكتشفها توماس طيلة أحداث الفيلم وهو قوى صلب لا يتوانى عن البحث و التفتيش في كل مكان عن خيوط تلك المؤامرة حتى يكتشفها ونرى كيف ان الحكومة الأمريكية قد تتغاضى عن أنشطة محظورة للشركات عملاقة في مقابل حفنة من المال تأخذها منها فهو هنا يحذر من تنامي نشاطات تلك الشركات .

يؤخذ على السيناريو ضعف التهديد الذي كان يواجه توماس أو بعبارة أخرى ضعف العدو فالبرعم من ان عدو توماس منذ البداية هو شركة نورث مور ممثلة في مديرها جاك بينت إلا انه بالرغم من امتلاكهم أدوات التهديد القوي و الخصومة العنيدة لتوماس إلا ان السيناريو لم يضع توماس موضع تهديد دائم فرأينا توماس يمارس حياته بشكل عادى بل و يذهب إلى منازل السيناتور و احد المتورطين في المؤامرة و جميع أطرافها بهدوء دون خوف أو ترقب ، ولا نستطيع ان نبرر ذلك بأنه ضابط شرطة فأبنته عندما قتلت كان القاتلون يعلمون ان أباها رجل شرطة قوى .

المتعة البصرية لا تخلو من الفيلم حيث مشاهد الغابات و المناظر الطبيعية فضلا عن الموسيقى التي ساعدت كثيراً على كسر حالة الرتابة التي كادت ان تسيطر على الفيلم في بعض مشاهده ، وعموما الفيلم تجارى ممتع جيد الصنع .

الفيلم مدته 109 دقيقه ، و تصنيفه ضمن الدراما و الإثارة وهو ضمن قائمة البوكس أوفيس الأمريكية طيلة الأسبوعين الأول و الثاني من فبراير بأجمالي إيرادات بلغ 36 مليون دولار في دور العرض الأمريكية .

ليست هناك تعليقات: