٢١/٢/٢٠١٠
الدراما الهندية في محاولة لتصحيح صورة الإسلام
• " أسمى خان " .. يصحح صورة الإسلام و يرصد انتهاكات الغرب ضد المسلمين
كتب ـ إيهاب حمدي
لسنوات طويلة ظل الكثير من الباحثين و الخبراء المهتمين برصد علاقة الإسلام بالغرب ينادون بضرورة اتخاذ المسلمين خطوات ايجابية و فعالة لتصحيح صورة الإسلام و المسلمين في الغرب عامة و في أمريكا خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر .
قدمت محاولات كثيرة لتصحيح الصورة من طبع كتب و نشرات إلى زيارات ميدانية و تنظيم ندوات ومؤتمرات لكننا لم نطرق باب الدراما و الفن السينمائي و لم نستغله في تصحيح الصورة بالرغم من أن اصل الخلط عند الغرب بين الإرهاب و الإسلام ناتج عن الخلط في الأعمال الدرامية و السينمائية الغربية .
من هنا تأتى أهمية الفيلم الهندي الناطق باللغة الإنجليزية my name is khan " " أو " أسمى خان " ، فهو يعتبر من باكورة الإنتاج الدرامي السينمائي الذي يعنى بتصحيح صورة الإسلام في الغرب و رصد التمييز و الانتهاكات التي تعرض لها المسلمون في أمريكا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر .
بداية الحكاية
تبدأ أحداث الفيلم الذي كتبه السيناريست الهندي " شيباني باثيجا " و أخرجه الممثل و المخرج الهندي
" كاران جوهار " من مطار بأمريكا حيث موظفي الأمن يفتشون ذاتياً كل من يمر عبر البوابة و حينما يتقدم رضوان خان الذي يقوم بدوره الممثل " شاه روخ خان " وهو شاب الهندي المريض " بداء التوحد " ذو ملامح آسيوية يتم احتجازه و اقتياده إلى غرفة استجواب حيث يتم فيها تفتيشه ذاتيا و استجوابه مما يفقده موعد طائرته المتجه إلى واشنطن .
يتم الإفراج عنه بعد التأكد من سلامته امنياً و ينتقد تعامل امن المطار معه والذي بدوره يسأله عن سبب رغبة في الذهاب إلى واشنطن في الميعاد المحدد فيعلن انه ذاهب لملاقاة الرئيس الامريكى ليخبره برسالة خاصة هى انه اسمه خان وانه ليس ارهابياً .
فلاش باك
يذهب رضوان الى محطة الاتوبيس فى انتظار الرحلة القادمة الى واشنطن وهناك يخرج مفكرته الصغيرة و يبدأ فى تدوين مذكراته ومنها نعود معه الى طفولته فى الهند فى " فلاش باك " طويل حيث نراه طفل لم يتعدى العاشرة مريض بمرض لا نعرفه ولكننا نرى اعراضه عليه وهو الخوف الشديد من الضوضاء و الاصوات العالية مما يجعله موضع السخرية و الاستهزاء من زملاءه فى المدرسة التى ينقطع عن الذهاب اليها .
يعايش الطفل الصغير العلاقة المتوترة بين المسلمين و الهندوس فى الهند فيعلن عن رغبته لقتل الهندوس فتعلمه امه حكمة تظل معه طوال حياته مفداها انه لا فرق بين الناس من حيث العقائد ولكن الفرق يكمن فى انسان " خيّر " و اخر " شرير " .
تكتشف امه فيه قدرته على حفظ الارقام و الاسماء و الكلمات الانجليزية كما تكتشف ذكاءه المبكر فتأخذه الى مدرس متفرغ ليعلمه وتتوسل المدرس ان يقبل تعليمه لانه ولد ذكى وهو ما يكون فيبدأ المدرس فى اكسابه المعارف المختلفة و تظهر نبوغة رضوان مبكراً حينما يبتكر حلاً لصرف المياه المتراكمة امام منزل معلمه مما يجعل الوصول اليه صعباً و شيئاً فشيئاً يتعلم رضوان صيانة الاجهزة و المعدات المختلفة حتى يصبح مقصد اهل البلد لتصليح اجهزتهم و اشيائهم و فى نفس الوقت يلاقى راضوان رعاية و اهتمام كبير من والدته مما يجعل اخيه الاصغر يغار منه .
يكبر رضوان و يكبر اخيه حتى يبلغ الثامنة عشر فيذهب الى امريكا فى منحة دراسية و يظل هناك و يتزوج و يعيش ولا يعود الى ان تموت والدته فيرسل لاخيه رضوان ليأتى اليه فى امريكا .
حياة جديدة
يسافر رضوان الى اخيه فى امريكا ليبدأ حياة جديدة حاملاً معه نقاءه و فطرته الخيرة و حكمة والدته التى لا تفارقه حيث يستقر فى شقة اخيه و ترعاه زوجة اخيه و تكتشف حقيقة مرضه و تضع له حلاً حتى لا يخاف من الاماكن الجديدة عليه و التى هى من اعراض مرضه ، بينما يوفر له اخيه عملاً بسيطاً كمندوب مبيعات لمستحضرات التجميل فى الشركة التى يعمل بها اخيه .
يتطلب عمله ان يزور صالونات الكوافير و التجميل و من تلك الصالونات يتعرف على مانديرا التي تقوم بدورها الفنانة الهندية " كاجول" وهى فتاة هندية هندوسية تعمل بصالون تجميل فيتعرف عليها و تنشأ بينهم قصة حب و يتعرف على ابنها من زواجها الاول وهو سمير او سام حيث يصبح بالنسبة له صديقه الوحيد فى امريكا .
سرعان ما يقرر ان يتزوج رضوان المسلم من الفتاة الهندوسية و يواجه اعتراض شديد من اخيه الذى يهدده بقطع علاقته معه اذا ما تزوج بها لانها تخالفه فى العقيدة و لكنه يحبها و يعمل دائماً بحكمة والدته انه لا فرق بين الناس فى العقائد و يتم الزواج و ينتقل للعيش معها فى محل سكنها مع ابنها سمير فى
" سان فرانسيسكو "
و يتفرغ لرعاية سمير حيث تتوطد به علاقته تماماً بينما تمر الحياة هادئة داخل الاسرة حتى يتم تفجير برجى التجارة العالميين بأمريكا وهى ما تعرف بأحداث الحادى عشر من سبتمبر .
ضحية التعصب
ومن هنا تنقلب حياتهم الهادئة و حياة المسلمين فى امريكا راساً على عقب حيث تطرد زوجته من العمل و تظل تبحث على عمل بينما تحدث مضايقات كثيرة لابنهم سام فى مدرسته و يستمر الفيلم فى عرض مجموعة من نماذج التمييزو الاضطهاد ضد المسلمين فى امريكا بعد احداث 11 سبتمبر كالتحرش بأصحاب المحلات المسلمين و نزع حجاب زوجة اخ رضوان و السخرية منها واتهام الاعلام و المدرسين بالمدارس الاسلام بأنه دين ارهابى يحض على العنف .
و فجأة يتعرض الابن الوحيد لهم سام الى حادثة قتل بشعة على يد عدد زملاء المتعصبين فى المدرسة لانه يحمل اسم خان المسلم .
فتنهار الزوجة لمقتل ابنها و تثور فى وجه رضوان و تطلب منه المغادرة لانه السبب فى مقتل ابنها لانه لولا زواجه منه لما حما ابنها اسم خان المسلم الذى قتل بسببه .
وفى براءة الاطفال يسأل خان زوجته متى يعود اليها فتخبره انه اذا استطاع ان يخبر الشعب الامريكى و الرئيس الامريكى ان اسمه خان و انه مسلم و ليس ارهابى و ان ابنها ليس ارهابى بعد ذلك يستطيع العودة .
رحلة البحث عن البراءة
يغادر رضوان منزله زوجته باحثاً عن الرئيس الامريكى ليقابله و يبلغه الرسالة حتى يعود لزوجته بينما تبدأ زوجته فى البحث عن قتلة ابنها .
يتجول رضوان فى المدن الامريكية وراء الرئيس الامريكى الا انه كل مرة يفشل فى لقائه و يعمل احياناً فى تصليح السيارات على الطريق حتى يجمع مالاً ينفق منه و يذهب وخلف الرئيس الى جورجيا و يقابل هناك سيدة عجوز و ابنها و يعيش معه بضع ليالى ثم يغادر متجهاً الى لوس انجلوس حيث سيلقى الرئيس الامريكى خطاباً مهماً و هناك يتعرف على جماعة ارهابية بقايدجة طبيب مسلم فى احد المساجد فيبلغ عنهم السلطات و يذهب للقاء الرئيس .
يأتى الرئيس الى مكان الخطاب و ينتظره رضوان ثم ما ان يراه اتياً حتى ينادى عليه بصوت عالى ثم يرردد " اسمى خان و لست ارهابياً " يرددها عدة مرات فيلقى القبض عليه فى الحال و يوضع فى السجن و تمارس ضده العديد من انواع التعذيب الى ان يتعاطف معه احد الاعلاميين و يعرض قضيته على الرأى العام فتفرج عنه السلطات .
و يستمر فى رحلة البحث عن الرئيس لاخباره بالرسالة وفى اثناء ذلك يسمع بخبر اعصار مدمر فى جورجيا فيتذكر السيدة العجوز و ابنها و يشعر انهم بحاجة الى المساعدة فيذهب الى هناك و يحاول مساعدة المنكوبين من جراء الاعصار و يتبعه الى هناك عدد من الصحفيين و الاعلاميين لمتابعة قصته حتى تصبح قصته فى مقدمة نشرات الاخبار فهذا الشاب المسلم الذى كان محتجزاً للاشتباه بانه ارهابى هو نفسه الان يساعد و يقود حمله لمساعدة المنكوبين فى جورجيا و يتفاعل معه عدد من المسلمين و يأتون لاغاثة المنكوبين .
أسمى خان و لست إرهابيا
يأتى الرئيس الى جورجيا لاقاء خطاب و قد تغير الرئيس خلال فترة البحث من جورج بوش الى اوباماحيث يقابله و يبلغ رسالته انه اسمه خان و انه مسلم و ليس ارهابى وان ابنه ليس ارهابى و يواسى الرئيس الامريكى زوجته ام سام التى جاءت الى جورجيا للالتحاق برضوان معلناً عن اسفه عن فقد ابنها و مشيداً بجهود رضوان فى اغاثة المنكوبين .
نجح الفيلم فى تسليط الضو على التمييز الذى حدث ضد المسلمين عقب احداث 11 سبتمبر كما نجح فى اظهار صورة الاسلام و المسلمين الحقيقة التى تنبذ العنف و التطرف و تدعو الى السلام و النقاء و مساعدة المحتاجين و انه من الخطأ وصف الاسلام بالارهاب .
و قد استطاع الفليم ان يخرج من اكلاشيهات السينما الهندية حيث الرقصات و الاغنيات المقحمة و الميلودراما المكثفة فجاء ت اغنيات الفيلم متسثه تماماً مع الاحداث دون حشو او مبالغة .
١٩/٢/٢٠١٠
" Edge of Darkness " .. البحث عن تفاصيل حياة عزيز لدينا بعد ان نفقده
يمثل "Edge of Darkness " أو حافة الظلام عودة قوية للمثل ميل جيبسون الذي توقف عن العمل منذ ثماني سنوات بعد آخر أفلامه «signs» في 2002 ثم تعديه على الشرطة الأمريكية لتوقيفه وهو يقود سيارته وهو مخمور .
" جيبسون " هنا يقدم قصتين متوازيتين طيلة أحداث الفيلم الأولى إنسانية من الدرجة الأولى عن أب ملكوم بفقد ابنته الوحيدة و الثانية نتكشفها شيئا فشيئا عن مؤامرة كبرى تتورط فيها احد الشركات الكبرى بالولايات المتحدة الأمريكية وذلك بمعاونة سيناتور امريكى .
تبدأ أحداث الفيلم الذي كتبه كل من الامريكى " وليام موناهان" و الاسترالي " اندرو بوفل " و أخرجه النيوزلندي " مارتن كامبل " من مدينة بوسطن حيث يعيش توماس كرافن ( ميل جيبسون ) ضابط الشرطة الذي يعيش بعيداً عن ابنته ايما (بوجانا نوفاكوفيتش ) التي تأتى في زيارة له ثم لم تلبث حتى يظهر عليها اثر الإعياء الشديد ثم تصيبها رصاصة أمام باب منزلها أمام والدها الذي يصعق لما رآه .
تتوالى التحقيقات عن مقتلها و تتجه إلى أنها قتلت خطأ و ان المقصود هو والدها ضابط الشرطة إلا انه يدرك ان الأمر ابعد من ذلك و يحاول الوصول إلى أسباب مقتلها عن طريق الاتصال بأصدقائها و زملائها في العمل .
تتكشف الأمور شيئا فشيئا فندرك أنها كانت تعمل لصالح شركة نورث مور وهى شركة أبحاث أمريكية تجرى بعض الأبحاث و تطوير الأسلحة النووية لصالح الحكومة الأمريكية وهى شركة يرأسها جاك بينت (داني هيوستن ) الذي يرتبط بعلاقة عمل سرى غير شرعي مع سيناتور امريكى يحمى ظهره .
يكتشف توماس كرافن ان ابنته قد اطلعت على أسرار خطيرة تمس الأمن القومي الامريكى و وحاولت الإبلاغ عن مخالفات الشركة التي تطور أبحاث أسلحة نووية لدول أجنبية إلا أنها فشلت في ذلك بل قد تم النظر إليها على أنها قد خالفت قواعد السرية في العمل و انتهكتها لذا قد تم التعامل معها على أنها تهديد ارهابى خطر يجب التخلص منه .
يدبر جاك بينت حادثة القتل لها بعد ان وضع لها سماً حتى يتبين ان قتلها جاء خطأ ومن هنا يحاول توماس التوصل إلى خيوط المؤامرة و يكشفها بعد سلسلة من المطاردات و الإثارة جيدة الصنع أبدع فيها المخرج النيوزلندي " مارتن كامبل " .
نحن هنا أمام قصتين أو بالاحرى فيلمين داخل بعضها الأول الانسانى البحت الذي يجسد معاناة توماس الحزين الذي فقد ابنته أمام عينيه بعد فترة فراق كبيرة ( حيث كانت تعيش بمفردها بعيدا عنه ) فنرى تعبيرات وجهه الحزينة طيلة أحداث الفيلم حتى مشيته الهادئة التي بها مسحة حزن دليل على الحالة الإنسانية التي بداخله ثم الرؤى الكثيرة التي تحدث له سواء في اليقظة أو المنام ، حينما يجلس في الحديقة يرها تحدثه حينما يحلق ذقنه يتذكرها و هي صغيرة تداعبه ، حتى وهو على فراش الموت يلفظ أنفاسه الأخيرة يرها تأتيه و تحتضنه و يذهب معها معافى البدن خارجاً من المستشفى يده في يدها ، نحن هنا أمام حالة إنسانية رائعة تعبر بصدق عن معاناة فقد عزيز على الإنسان .
على الجانب الأخر نرى قصة المؤامرة التي تقع ضحيتها الابنة أيما و يكتشفها توماس طيلة أحداث الفيلم وهو قوى صلب لا يتوانى عن البحث و التفتيش في كل مكان عن خيوط تلك المؤامرة حتى يكتشفها ونرى كيف ان الحكومة الأمريكية قد تتغاضى عن أنشطة محظورة للشركات عملاقة في مقابل حفنة من المال تأخذها منها فهو هنا يحذر من تنامي نشاطات تلك الشركات .
يؤخذ على السيناريو ضعف التهديد الذي كان يواجه توماس أو بعبارة أخرى ضعف العدو فالبرعم من ان عدو توماس منذ البداية هو شركة نورث مور ممثلة في مديرها جاك بينت إلا انه بالرغم من امتلاكهم أدوات التهديد القوي و الخصومة العنيدة لتوماس إلا ان السيناريو لم يضع توماس موضع تهديد دائم فرأينا توماس يمارس حياته بشكل عادى بل و يذهب إلى منازل السيناتور و احد المتورطين في المؤامرة و جميع أطرافها بهدوء دون خوف أو ترقب ، ولا نستطيع ان نبرر ذلك بأنه ضابط شرطة فأبنته عندما قتلت كان القاتلون يعلمون ان أباها رجل شرطة قوى .
المتعة البصرية لا تخلو من الفيلم حيث مشاهد الغابات و المناظر الطبيعية فضلا عن الموسيقى التي ساعدت كثيراً على كسر حالة الرتابة التي كادت ان تسيطر على الفيلم في بعض مشاهده ، وعموما الفيلم تجارى ممتع جيد الصنع .
الفيلم مدته 109 دقيقه ، و تصنيفه ضمن الدراما و الإثارة وهو ضمن قائمة البوكس أوفيس الأمريكية طيلة الأسبوعين الأول و الثاني من فبراير بأجمالي إيرادات بلغ 36 مليون دولار في دور العرض الأمريكية .
" كلمني شكراً "..استمرار المتاجرة بالعشوائيات في السينما المصرية
كتب ـ ايهاب حمدى
استمراراً لمسلسل المتاجرة بقضية العشوائيات في السينما المصرية يأتي فيلم خالد يوسف الجديد " كلمني شكراً " ليكمل الثلاثية العشوائية لخالد يوسف التي بدئها بفيلم " هي فوضى " بالاشتراك مع ا الراحل يوسف شاهين ثم فيلم " حين ميسرة " و أخيرا فيلم " كلمني شكراً " كان بينهم فيلم " دكان شحاتة " الذي كان بمثابة استراحة من سينما العشوائيات لخالد يوسف .
خالد يوسف المخرج الناصري الذي يعتبر نفسه الفنان المثقف يقدم اليوم وجبة سينمائية ضعيفة المستوى الفني شابها الكثير من الابتذال و الاستخفاف بأشياء كثيرة أهمها قضية التدين الظاهر و إطلاق اللحى و مهاجمة بعض الفضائيات لمصر كما جاء بالفيلم .
يتناول الفيلم الذي كتب قصته الممثل عمرو سعد و كتب له السيناريو و الحوار سيد فؤاد قصة شاب مصري نصف متعلم يحلم بالتمثيل و الشهرة وهو الممثل عمرو عبد الجليل أو " إبراهيم توشكا " الشاب العشوائي الذي يقطن في العشوائيات و يجرى خلف حلم التمثيل و الشهرة فيوقعه حلمه هذا في أن يمثل في برامج تسجيلية تهدف إلى تشويه سمعة مصر خارجياً وهو لا يدرى الا انه يستمر في التمثيل المأجور طلبا للفرصة بالإضافة إلى سعيه الدائم للتكسب في حارته من اى شيء ولو بالغش و النصب كما فعل في المتاجرة بخطوط التليفون المضروبة ووصلات الدش .
يحب ابراهيم توشكا " عبلة " الفتاة التي تمثل الاحترام و بيت الأصول في الحارة و يخطبها إلا انه كان على علاقة غير شرعية " بفتاة أخرى مومس وهى غادة عبد الرازق في دور " أشجان " و ينتج عن هذه العلاقة طفل لا يعترف به ابراهيم توشكا إلا في نهاية الأحداث و بعد أن تنفصل عنه خطيبته التي يحبها " عبلة " بعد معرفتها بأمر الطفل الغير شرعي له و إنكاره له .
لا توجد بالفيلم خطوط درامية مكتملة ناضجة و لكن هناك مواقف و احدث سرعان ما تنتهي سريعاً كالفتاة محترفة الاستعراض على كاميرا الانترنت مقابل كروت شحن تبيعهم لصاحب محل اتصالات بالحارة فتقع فى براثن شاب مصري مهاجر يقنعها بالزواج و السفر إلى الخارج و ذلك كله عبر التحدث عبر الماسنجر و الويب كام إلا أنها بعدما تسافر تكتشف أنها وقعت في شبكة دعارة عالمية فتعود أدراجها .
أكد صناع الفيلم إننا بصدد فيلم كوميدى يرسم البسمة على شفاة الجمهور دون ابتذال أو إسفاف وهو ما لم يحدث طوال أحداث الفيلم فالسيناريو ضعيف فنياً وكوميديا الفيلم عبارة عن افيهات يلقيها البطل و مجموعة من الاسكتشات لا تؤسس عملاً كوميدياً عميق .
أما الملابس فكانت مبتزله فأشجان أو غادة عبد الرازق لا تكاد تراها في مشهد داخلي أو خارجي ليل أو نهار إلا وهى ترتدي ملابس تظهر أكثر مما تخفى و مبرر أنها في الأصل مومس غير مجدي فمن غير المقبول أن تظهر المومس نهاراً في حارة شعبية مصرية بملابس كهذه إلا إذا كنا نصور حارة في لاس فيجاس في أميركا .
و إذا تحدثنا عن مستوى الحوار و العبارات سنجد الفيلم مليء بالافيهات و الاحياءات الجنسية الغير مقبولة أخلاقيا مما يدل على عدم تمكن المؤلف من كتابة مواقف كوميدية ينتزع بها ضحكات و ابتسامات الجمهور فلجأ إلى الأمر السهل و هو الافيهات المفتعلة .
أيضا من غير المقبول أن تظهر الشخصيات في الفيلم كلها مشوهة تحاول أن تتكسب بأي شكل ولو بالحرام عن طريق النصب و التحايل فهذا صاحب الفرن البلدي الذي يبيع الدقيق المدعوم في السوق السوداء وهو أيضا مدعى تدين و مطلق للحية و حينما يسأل عن اللحية يجيب بأنها تجارة و أكل عيش مبرراً قوله بأنها تجعل من يراك بها لأول مرة واثقاً فيك معتقداً انك متدين .
كما نرى أيضا توشكا نفسه كل مشروعاته عبارة عن نصب على الحكومة و الشركات سواء استخدام خطوط الموبايل المفتوحة و عدم تسديد الفواتير أو عمل شبكة دش للقنوات المشفرة أو حتى تمثيله الذي يصب في غير صالح البلد كما يوضح الفيلم .
أيضا نرى " أشجان " في دور مومس و أختها " فجر" التي تتكسب من استعراض جسدها عبر كاميرا الويب مقابل كروت شحت موبايل يشتريها منها صاحب محل اتصالات بثلثي القيمة و يحثها على جلب المزيد .
فالمجتمع الذي يقدمه خالد يوسف في الفيلم مجتمع مشوه منحل لا يعطى اهتماماً للقيمة أو المشروع و الحلال فالعلاقات الغير شرعية فيه كثيرة و طرق النصب و التحايل لا يستهجنها احد وهو ما يخالف الواقع إلى حد بعيد ، و لا أتجاوز إن قلت انه إذا اتهم احدهم خالد يوسف بالعمل على الإساءة إلى سمعة مصر من خلال هذا العمل لا استنكر اتهامه .
ثم نأتي إلى إقحام الإعلان و الدعاية المباشرة لأحد شركات الموبايل لمصر التي يمتلكها احد رجال الأعمال المصريين عن طريق ذكر اسمه على لسان البطل في أكثر من موضوع وفى غير مناسبة اللهم إلا الدعاية له و لشركة محموله و كأن خالد يوسف انقلب على مبادئة الناصرية ومحاربة الرأسمالية المتغولة و اصبح يخرج أفلام دعائية لأقطاب الرأسمالية في مصر .